تاريخ سوريا
خواريف المسلمين السنة – المطية النصيرية الرخيصة
سنتناول هنا الخراف المسلمون السنة الذين كانوا اول اكباش التضحية على مذبح النصيرية بعد ان استهلكوا و كيف كانوا دوما يعتقدون ان العلمانية هي ما ستوفر لسوريا مستقبلا باهرا , وغضوا النظر بملء ارادتهم بل وبغبائهم عن حقيقة الطوائف الباطنية التي لم تستطع حكمهم الا لعنادهم و تعاميهم المتعمد عن الحقيقة ,الامر الذي لم يكلفهم فقط ,بل كلف المسلمين من ورائهم ويلات لم تعرفها سوريا لا في عهد التتار و لا في عهد الحروب الصليبية البشعة , وسنجمع من تسعفنا الذاكرة في تذكرهم و ان كانوا كثرة ,علّ اللاحقين يتعظون بالسابقين ,و الشقي من لم يتعظ بغيره .
صلاح الدين البيطار : من عائلة دمشقية محافظة لكنه عندما سافر الى فرنسا شرب منها القومية و الافكار الغربية في عام 1947 اسس (حزب البعث العربي) مع عفلق و الارسوزي النصيري الذي كان يحتقر الاسلام و يكره العربية (التي لم يبدأ يتعلمها الا بعد عام 1940 حيث كان يتكلم الفرنسية) ,وفي حياته كلها كان يلهث بشدة دون تحقيق نتائج واقعية على الارض ,فقد كان ينظم الاضرابات العمالية مع الحوراني و عفلق , وساهم في توقيع عريضة الانفصال مع مصر. ولاحقا ندم على ذلك. وكان دوما واجهة يحكم من خلاله الباطنيين فلم يكن له رأي يعتد به امام العسكر. حيث انه اثناء الانفصال وبعده مال العسكر بسبب انتمائهم الطائفي الى النصيري زكي الارسوزي و وهيب الغانم . فهرب من صلاح جديد بعد انقلاب 1966 و استقال من الحزب سنة 1967 , اعاده حافظ بعد انقلاب 1970 لكنه اختلف معه وهرب الى بيروت ومنها الى باريس , يصف سامي الجندي البيطار في كتابه (البعث) قائلا بعد أن شاهد تسجيلا مصورا لمشاهد الاعدام في سجن تدمر "خرجت ولم أقل شيئا ,وإذا بالاستاذ صلاح البيطاار يدخل لاهثا قال لي" هل صورت فعلا مشاهد الاعدام؟! قلت"نعم, قال للضباط الموجودين " إياكم أن تنشر فقد تسبب لنا قضية عالمية و بقي هناك حتى قص المختصون كل المشاهد المثيرة ,لكن بعضها تسرب خارج سوريا" .وكان البيطار مع عفلق يشاهدان الطائفية وهي تنتشر امامهما , لكنهما آثرا السكوت في سبيل الحفاظ على سمعة الحزب.
هرب البيطار الى بيروت سنة 1966 حيث تعرض فيها لمحاولة اغتيال ثم هرب الى باريس حيث تم اغتياله في 21/7/1980 هناك على يد المخابرات السورية .
اكرم الحوراني :من المحسوبين على المسلمين السنة .عضو سابق في الحزب القومي السوري ,اسس الحزب العربي الاشتراكي عام 1949 و اندمج لاحقا مع حزب البعث ليصبح حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1952 , صاحب تاريخ مشبوه و اسود , هرب من لبنان اثناء دراسته بسبب اشتراكه في محاولة اغتيال رئيس الوزراء (صبحي بركات) , و كان يدبر الانقلابات تلو الانقلابات حتى انه انقلب على صديق طفولته اديب الشيشكلي بعد ان دعمه الشيشكلي و زاد من هيمنة حزبه على الساحة السورية. يساري على الدوام , يصفه محمد ابو عزة في كتابه (الانقلابات العسكرية) بقوله " كان من عادته ان يقف وراء كل انقلاب عسكري جديد يدعمه بقلمه و أنصاره ثم ما يلبث ان يصطدم بصخرة الحكم العسكري فيتوارى استعدادا لانقلاب جديد" وحاول من بعدها تحزيب ضباط الجيش و الزج بالحزبيين للانتساب في الجيش . .لم يستلم سوى منصب واحد وكان صوريا وضعه فيه جمال عبدالناصر ليبقى تحت مراقبته وهو نائب رئيس الجمهورية وغضب بسبب ذلك و استقال من حكومة عبدالناصر و اصبح ينتقد حزب البعث نفسه ويصفه بأنه باع نفسه لعبدالناصر حتى تم فصله من الحزب عام 1962 و هرب من سوريا عام 1964 عندما حاول الاتصال مع البعث العراقي . حارب في سبيل الباطنيين بشكل اكثر منهم ,تمت تحت نظره العمليات الطائفية و انتقدها كل المسلمين السنة في وقتها الا هو كان يرى فيها تحقيقا للعدالة الاجتماعية لكسر عزلة الطوائف الباطنية بعد اعلان دمشق اعتقلت ابنته فداء و كتب احد اعضاء جبهة الانقاذ العربي معلقا "فداء ، ابنة أكرم الحوراني الذي أنقذ الطائفة العلوية من التهميش يحاكمها «نظام القنانة» بتهمة وهْن نفسّ" . في النهاية مات وحيدا شريدا طريدا في عمان 1996.
يوسف زعيّن : رئيس الوزراء ايام رئاسة امين الحافظ و نور الدين الاتاسي ,كان متعاطفا و صديقا حميما لصلاح جديد و إبراهيم ماخوس بسبب يساريته المتشددة , عندما قام حافظ بانقلابه عام 1970 اعتقله و سجنه 12 سنة ثم خرج ومات بالسرطان .
امين الحافظ :شخصية عسكرية متزمتة , قليلة الفهم كثيرة الكلام .رئيس الكلية الحربية في حمص قبل الوحدة وكان يشجع على البعثية بالرغم من عدم انتسابه للحزب .عينه عبدالناصر كملحق عسكري في الارجنتين ووظفه ايليا كوهين ليكون العوبة في يد الحاكمين الباطنيين في سوريا عند استدعائه من الارجنتين بعد الانقلاب, على النحلاوي عام 1963 و عينه صلاح جديد (الحاكم الحقيقي لسوريا ما بين 1963حتى 1970) رئيسا لسوريا ثم قاموا بالانقلاب عليه بعد فضح محمد عمران و احساسه بالطائفية المستشرية وثم احساسه بطائفية صلاح جديد و حافظ الوحش لاحقا في عام 1966 ,حاصروه في فيلته و قتلوا جميع حرسه بالتعاون بين الدروز و النصيرية و الاسماعيليين جميعهم ,سجن ثم افرج عنه و نفي وعاد قبل موته يترجى دخول سوريا ودخلها ثم مات فيها بعد فترة قصيرة.
احمد سويداني : (الكلب المدلل) لصلاح جديد , كان احد اعضاء اللجنة العسكرية الموسعة التي اسسها الباطنيون سنة 1959 وضموه اليها بعد الانفصال لاحقا. استلم منصب رئيس المخابرات العامة ايام امين الحافظ , ومن ثم تم تعيينه كقائد الجيش في الجولان وكان اول الفارين منها في حرب 67 تاركا الجيش دون قيادة بناء على تعليمات حافظ و صلاح اللذان امراه بالانسحاب ,ففر لا يولي على شيء , تم ابقائه في منصبه 6 شهور فقط حتى عزله حافظ وحش عام 1968 و صدر امر باعتقاله عام 1969 فحاول الهروب للسفارة الجزائرية التي لم تستقبله ثم حاول الفرار الى لبنان لكن حافظ امسك به و سجنه في المزة بجوار امين الحافظ و بقي هناك 25 سنة حتى عام 1994 ثم خرج مريضا و مات بعدها بعدة شهور بالسرطان.
محمد عيد عشاوي : وزير الداخلية في عهد رئاسة نور الدين الاتاسي عندما جاءه اهالي معتقلي تدمر يطالبونه باطلاق سراح المعتقلين قال لهم: انسوا الموضوع لقد دخلوا بارجلهم ولن يخرجوا الا على ظهورهم...
جاءه اهل مدينته في ديرالزور يشكون اليه تغلغل النصيرية في المناصب و عدم قبول اولادهم ,فقال لهم باستهزاء : سوف تبقون يا اهل الدير (رجعيين) .. اعتقله حافظ الاسد و بقي 30 سنة في السجن ثم خرج و غرق في نهر الفرات غير مأسوف عليه
ناجي جميل : استلم قيادة سلاح الجو من عام 1970 حتى 1978 على عهد حافظ , كان مخلصا لحافظ لدرجة انه ابلغ حافظ بأن رفعت اخوه يحاول الانقلاب عليه فصفعه على وجهه امام عدد من الضباط و اهانه بشدة امامهم . وتم عزله من منصبه عام 1978 و لا اعلم ما كانت نهايته لاحقا , يصفه حمود الشوفي بأنه من حثالات السنة و ضابط فني لا يفقه بالجيش شيئا .
عبالرحمن الخليفاوي : مسلم من اصل جزائري ولد في حلب , شخصية عسكرية فجة و خرقاء , يعتبر احد النماذج الاخرى لأمين الحافظ , تم تعيينه كرئيس وزراء سنة 1971-72 و بين 76-78 , كان بعثيا فقط ايام كان طالبا . كان يحب الحركات البهلوانية , حيث كان يقطع الاشارة امام شرطي المرور فإذا لم يحرر به مخالفة كان ينزل و يضربه . اصيب بخيبة امل عندما علم انه رئيس وزراء بالاسم و عندما اكتشف ان رفعت يقوم بالتهريب قام بشكوته لحافظ , فقام بعزله .
حكمت الشهابي : من المحسوبين على المسلمين ايضا , مواليد حلب , ليس لديه تاريخ حقيقي الابعد ان استلم حافظ السلطة سنة 1970 , كان رئيس الاركان منذ عام 1974 , كان صاحب منصب صوري حيث لم تكن لديه أي قاعدة يمكنه التأثير من خلالها بأي شكل على الحكم , عينه حافظ ايام مرضه ضمن لجنة سداسية لادارة الامور في سوريا .و احيل للتقاعد سنة 1998 رغما عنه بعد وضع علي اصلان مكانه.
نور الدين الاتاسي : يصفه آل الاتاسي في حمص بأنه "اكبر رجل كرسي في سوريا" , من انصار صلاح جديد الذي عينه بعد الانقلاب على امين الحافظ كرئيس (رجل كرسي) لسوريا , قال في احدى خطبه قبل حرب 67 "سنجعل الاسطول الامريكي السادس طعاما للسمك" و لكن السمك لم يرى أي اساطيل لان الجولان سقطت في اقل من 6 ايام . عندما اشتد الصراع بين الباطنيين بقيادة صلاح جديد و المسلمين السنة بقيادة امين الحافظ سنة 1965 اصطف الاتاسي مع (القطريين) الذين كانوا تحت قيادة جديد. سجنه حافظ بعد انقلابه على جديد عام 1970 في سجن المزة و لم يفرج عنه الا 1992 و توفي بعدها ب 4 شهور في باريس .
عبد الحليم خدام :اكثر من خدم النصيرية و اكثرهم وفاءا لها و اقدمهم خدمة تحتهم .,كان محافظ حماه سنة 1964 عندما ضربها حمد عبيد و صلاح جديد . و عندما استلم منصب محافظ القنيطرة عام 1966 حتى 1967 , اعطى امرا بانسحاب العوائل النصيرية من القنيطرة و هدد بقتل أي عائلة اخرى تغادر البلدة بالقوات التي كانت تحت تصرفه. تولى منصب محافظ حماه ثم دمشق و وزيرا للخارجية بقي فيه 14 سنة متواصلة و كان من اعضاء اللجنة السداسية التي ادارت البلاد ايام مرض حافظ , اصبح نائب رئيس منذ عام 1984 حتى هلاك حافظ و خلفه بعد ذلك فاروق الشرع (الذي يصفه حمود الشوفي بحثالة اهل السنة). كان من اشد المعجبين بالثورة الايرانية , يقول نقلاوس فان دام بأن زوجة خدام من عائلة هواش النصيرية منذ 1954 , ثم تزوج امرأة مسلمة لاحقا من بيت طيار المسلم. قام بإعلان رئاسة بشار الاسد لسوريا و ترقيته لرتبة لواء . ثم في النهاية في عام 2005 اعلن انشقاقه و هرب و حكم عليه بالمؤبد و اتهم بالخيانة العظمى , فقام باتهام النظام بالطائفية.
عبدالرؤوف الكسم : محسوب اخر على المسلمين السنة , من اسرة دمشقية معروفة , مهندس معماري متخرج من جنيف , عين وكيلا لجامعة دمشق سنة 1979 ثم محافظا لها و تولى رئاسة الوزراء عام 1980 حتى عزل عنها سنة 1987 و انتقل ليكون مشرف التنسيق في مكتب الامن القومي بين البعث و اجهزة المخابرات . كان صاحب ثروة جراء عمله كمقاول و كان يحظى بثقة حافظ حتى وضعه في في الللجنة السداسية المشرفة على البلاد ايام مرضه , ودعمه امام رفعت الذي اراد الاطاحة به من الوزارة سنة 1984 , اشتد الصراع بين الكسم و الضباط المؤيدين لحافظ حتى انه في احد الايام عندما رفض الكسم اعطاء تراخيص بناء على اراض زراعية وجدت جثة احد اقاربه مقتولة و مهمشة على طريق الزبداني . و عندما وصلت الامور لطريق مسدود بينه و بين الضباط النصيريين قام حافظ بإقالته و تعيينه في الامن القومي حتى عزله سنة 2000 عندما اعلن بشار أنه سيقوم بتطهير البلاد من الفساد , قدم الكسم كقربان حيث سجن لاحقا بتهم تتعلق بالفساد.
محمود الزعبي : مثال آخر على النهايات المأساوية للمنافقين ,انتسب للحزب بعد انقلاب حافظ و ذلك سنة 1971 و اصبح عضوا كاملا فيه سنة 1980 و تم تعيينه عام 1981 رئيس لمجلس الشعب. كان الزعبي من اشد المعارضين ,لكن لحكومة الكسم , كان اقصى طموحه ان يكون رئيس وزراء , وهو ما تم له لاحقا بعد عزل الكسم عام 1987 و تعيينه مكانه , وبقي رئيسا للوزراء حتى سنة 2000 حيث في النهاية تم فصله من الحزب و اتهامه بالفساد بعد ان تم تقديمه كسلفه قربانا لقضية محاربة الفساد ,و من ثم اعلن انتحاره في نفس السنة .
في النهاية الامر المشترك بين هؤلاء ليس انتمائهم للاكثرية المسلمة في سوريا ,بل سرعة التخلص منهم قبل اي منافس نصيري و جعل اي عنصر مخابرات نصيري يهز اركانهم بتقرير واحد . فلم يحققوا نجاحا على المستوى الشخصي ولم يرضوا لا ابناء الطائفة النصيرية و لا ابناء دينهم من المسلمين. وهذه نهاية كل متملق نفعي لا يرى ابعد من انفه. ندعو الله ان يهدينا و نتعلم من اخطائنا و لانعود لنصبح خرافا تساق ذات اليمين و ذات الشمال.
http://storm-eye.blogspot.com/2012/11/blog-post.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق