الاثنين، 9 يناير 2017

د. محمد عمارة لـ “رأي اليوم”: أيهما نحتاج في عالم الكيانات العملاقة: الايديولوجيا العلمانية التي تجردنا من الانتماء إلا إلى داخل حدود القطر أم الايديولوجيا الإسلامية التي تجعل للقطر رسالة في المحيط الإسلامي العملاق؟ وهذه أسئلتي إلى العلمانيين


القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:

قال المفكر الكبير د. محمد عمارة إن العروبة – وهي مادة الإسلام ولغته –  تحقق انتماء مصر الى قوم يبلغ تعدادهم (250 مليونا) وإلى وطن يمتد من المحيط  الى الخليج، أما الإسلام فإنه يحقق لمصر الانتماء الى أمة بلغ تعدادها مليارا وربع المليار من البشر، وإلى وطن يمتد من غانا الى فرغانة غربا وشرقا، ومن حوض نهر الفولجا إلى ما دون خط الاستواء – شمالا وجنوبا.
وتساءل عمارة :
أيهما نحتاج في عالم الكيانات العملاقة: الايديولوجيا العلمانية التي تجردنا من الانتماء إلا الى داخل حدود القطر والإقليم أم الايديولوجية الاسلامية التي تجعل للإقليم والقطر رسالة في المحيط الاسلامي العملاق؟
وأشار  د. عمارة  في تصريح  لـ “رأي اليوم” الى أن  مصر هي التي حمت دار الاسلام وحضارته عندما هددت التحديات الخارجية وجودهما أمام التتار والصليبيين والغزوة الغربية الحديثة، وهي التي حرست علوم الشريعة وعلوم العربية عبر هذا التاريخ لهذا الصراع.
وتابع المفكر الكبير: “هل تريدون بالعلمانية تجريد مصر من الرسالة الشريفة التي حمّلها إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبمَ يذهب المصري الي شعوب أمة الاسلام؟ بالعلمانية أم بالاسلام” مؤكدا أن العلمانية بضاعة غربية يأخذها من شاء من بلاد المنبع، أما الإسلام فهو رسالتنا الى العالمين.
ووجه عمارة عدة أسئلة الى  رافعي لواء العلمانية في العالم العربي:
 أيهما أقدر على إنهاض الأمة: أيديولوجية الاسلام الايمانية أم ايديولوجية الغرب العلمانية؟
ودعا د. عمارة العلمانيين الى النظر الى إسلامنا باعتباره الدين الذي يقول قرآنه الكريم بصيغة التكليف الواجب: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا”.
“فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما”.
“ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون”.
“إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك اللهُ ولا تكن للخائنين خصيما”.
واختتم د. عمارة  حديثه الموجه الى رافعي لواء العلمانية قائلا:
“ندعوكم الى النظر لرسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا في ضوء البلاغ الذي بلغه للأمة، وإنما في ضوء تجسيده هذا البلاغ الإلهي: دولة وأمة وعمرانا وحضارة، وأن تروا حضارتنا بعيون إسلامية، لتكتشفوا تميز مسيرتها عن مسيرة الحضارة الغربية التي اقترن تدين دولتها بالرجعية والجمود والانحطاط، بينما اقترنت نهضتها بالعلمانية اللادينية، على  حين اقترن ازدهارنا الحضاري بحاكمية  شريعتنا الإلهية”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق