الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

مجالس قرأءة كتاب البخاري

من عظم قدر كتاب البخاري عند المسلمين

حرص العلماء و المسلمون على قراءة البخاري وختمه مثلما يختم القرآن الكريم


=============



مجلس قراءة صحيح البخاري في قلعة الجبل في العصر المملوكي (648 – 923هـ / 1250 – 1517م) - العدد الثاني والعشرون

محمد جمال حامد نعمة الله الشوربجي
يتحدث هذا المقال عن أحد المجالس السلطانية ذات الصبغة الدينية وهو مجلس قراءة صحيح البخاري في قلعة الجبل في العصر المملوكي، وقد بدأ هذا المجلس في سنة (775هـ/1373م) في عهد الأشرف شعبان واستمر حتى نهاية العصر المملوكي، وكان يحضر في هذا المجلس القضاة الأربعة والفقهاء والأعيان ورجال الدولة وعلى رأسهم السلطان، وقد عين لهذا المجلس قارئ لقراءة البخاري، ويختم هذا المجلس في نهاية شهر رمضان وتوزع الخلع والأموال والهدايا على الحاضرين. لاقى صحيح البخاري الكثير من الرعاية والاهتمام في العصر المملوكي، حيث توالت عليه الشروح والمختصرات، كما كان يُدرس لطلبة العلم في المدارس والأزهر، وطبيعي أن يكون هذا الأمر مثار اهتمام رجال الدين لاعتماد الدراسات الحديثية عليه، أما أن يكون هذا الاهتمام من قبل الدولة أعني السلطان فهذا هو مثار الاهتمام والدافع لي لدراسة هذا الموضوع والتأريخ له، وبخاصة أن هذا المجلس ظل حتى نهاية الدولة المملوكية وبداية العصر العثماني.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
محمد جمال حامد نعمة الله الشوربجي، مجلس قراءة صحيح البخاري في قلعة الجبل في العصر المملوكي (648 – 923هـ / 1250 – 1517م).- دورية كان التاريخية (علمية، عالمية، مُحكَّمة).- العدد الثاني والعشرون؛ ديسمبر 2013. ص 162 – 168. 

====================


ختمات صحيح البخاري.


  يوسف الكتاني

العدد 240 ذو الحجة 1404/ شتنبر 1984
    مدخل:إن الختمات أو الختم من العادات المحمودة، والسنن الكريمة المعهودة التي سجلها تاريخ الفكر الإسلامي، وعرفتها مراكز الثقافة بمناسبة انتهاء العالم أو الشيخ من تدريس فن من الفنون، حيث يعقد مجلس حافل يسمى "بيوم الختمة" يكلل به مجالس الشيخ في الفن الذي يدرسه، من نحو أو فقه أو تفسير أو حديث، ويختم فيه الكتاب الذي درسه لطلبته وتلاميذه، بعد أن يستعد لختمته ويجتهد في اختيار موضوعه، مركزا على علومه ومعارفه، مفرغا كامل جهده وطاقته، ليكون مبرزا فيه بسبب حضور علماء البلد وشيوخها معه في ختمته، مما يدفعه لإظهار عبقريته ومقدرته العلمية، وخاصة في موضوع الختم أو الفن المختوم.
    هذا ما يجعل الختمات بما تمتاز به من تبريز العالم أو الشيخ في فنه، وبما يحاط به مجلس الختم من أهمية وتقدير، بحضور العلماء والكبار إلى جانب الطلبة، وقد يحضره في أحايين كثيرة الملوك والأمراء والكبار كما حدث في المغرب مرارا، بالإضافة على أن العادة جرت أنه قلما يتصدى للختم إلا المبرزون والنبغاء وكبار العلماء، كل ذلك يجعل الختمة بمثابة أطروحة أو عرض يقدمه الشيخ أمام العلماء والشيوخ من أقرانه ومنافسيه، وربما الأمراء والملوك والخاص والعام، بما تمتاز به من املاآت واجتهادات وعروض شيقة في الفن المختوم.
    ومن ذلك نجد أن الشيح الحافظ أبا العباس أحمد ابن علي الزموري، عندما انتهى من دروسه في تفسير الإمام الرازي، عقد مجلسا حافلا للختم، ووجهت رقاع الدعوة إلى عدد من كبار قادة البلاد، وفي مقدمتهم الأمير الشيخ ولي عهد السلطان المنصور السعدي، وكان من بين من حضر يوم الختم إلى جانبه عدد كبير من شيوخ العلماء وكبارهم كالإمام يحي السراج والقاضي الحميدي وغيرهما.
    وقد كان موضوع الختم الذي اختاره الشيخ تفسير الآية الكريمة: ?وأحل الله البيع وحرم الربا? حيث ذكر في مجلسه ثلاثة وعشرين تاويلا في تفسيرها (1).
    وعندما ينتهي الشيخ من ختمه يقوم الشعراء بإلقاء قصائدهم، تمجيدا للشيخ وثناء على عمله وذكر صفاته وتبريزه في الفن المختوم، كما يحمل عند نهاية المجلس على الأعناق والكواهل من طرف طلبته ومحببه على بيته، في مهرجان وإكبار، حيث يحتفل به رجال المدينة والعلماء ويقدم الحليب والثمر، وتقام المآدب والإكرام، وقد تقدم إلى الشيخ بعض الهدايا والصلاة ممن طرف الملوك والأمراء (2).
    أما مناسبة الختم فتتعدد حسب الظروف، فإذا كان الغالب أنها تكون بمناسبة إنهاء العالم دراسة فن من الفنون أو كتاب من الكتب، كما هو الشائع عند الانتهاء من دراسة الموطأ أو الكتب الستة أو الأجرومية أو الألفية وغيرها كما سنرى فيما بعد، فإن الختم أيضا يكون في مناسبات أخرى عندما يتهيأ الجيش للخروج للجهاد وهو ختام القراءة، كما حصل عندما كان يستعد الجيش المغربي بقيادة الملك السعدي للخروج إلى جهاد البرتغال وقتالهم في معركة "وادي المخازن" قبل أربعة قرون، إذ ختمت سلك القرآن مائة ختمة، وكذا ختم صحيح الإمام البخاري كما نص على ذلك المؤرخان اليفرني وصاحب الاستقصا وغيرهما (3).
    كما كان الختم يقع بمناسبة تشييد قصر ملكي، كما حصل أيام السلطان الحسن الأول عندما أمر بأن يدشن قصر الرباط بمجلس ختم صحيح الإمام البخاري (4).
    هذا وإن كان المشهور المعروف في المغرب أن أكثر الختمات كانت تتعلق بصحيح البخاري، لشدة اهتمام المغاربة وعنايتهم بالصحيح خاصة، فإن الختمات لم تكن مقصورة على علم بعينه، أو فن خاص، بل كانت تشمل أغلب العلوم والفنون، فقد كانت هذه العادة جارية معروفة في المغرب إذ يعقد العلماء والدارسون مجالس للختم إثر انتهائهم من تدريس مختلف العلوم، ذلك أننا نجد ختمات كثيرة في الحديث والنحو والفقه والتفسير وغيرها من العلوم والفنون وختمته لجامع الترمذي بالقرويين (5) أملاهما سنة 1328 هـ وختمة الشيخ المكيلدي لمختصر خليل بفاس (6) وختم السيدة زوج المختار الكنتي للمختصر الخليلي إثر الانتهاء من تدريسه للنساء في اليوم الذي ختمه زوجها بجهة أخرى (7) وختمة سيدي محمد بن جعفر الكتاني لصحيح مسلم وختمه للموطأ (8) وختمة "الأجرومية" للشيخ عبد القادر بن سودة المسماة "فتح القيوم في ختمة مقدمة ابن جروم" وهي مطبوعة (9) وختم "المرشد المعين" لعبد الواحد بن عاشر (10) وختمة الأجرومية لسيد أحمد بن جعفر الكتاني المسامة "النفحات الوردية الندية لمريد ختم المقدمة الأجرومية" (11) وختمة الألفية لخليل بن صالح الخالدي التلمساني المطبوعة بفاس (12) وختمة على الرسالة لابن مغيرة أحمد المكناسي الرباطي (13) وختمة للشمائل لابن عزوز محمد المفضل بن الهادي بن أحمد (14) وختم الموطأ للشيخ البطاوري (15) وخاتمة الفيروزبادي في الأحاديث المشتهرة (16) وختم المواهب اللدنية للشيخ عبد الكبير الكتاني (17) وختم مسند أبي داود المسمى "تحفة الودود في ختم مسند أبي داود" للشيخ محمد مرتضى الزبيدي (18).

    ختمات البخاري:هذا فن من فنون الحديث ولون ظريف من ألوان التأليف فيه، يكاد يتميز به المحدثون المغاربة على الخصوص، فإذا كانت الختمات عرفت في العالم الإسلامي كله بالنسبة لسائر العلوم الأخرى، فإن ختمات البخاري لم تشتهر كما اشتهرت بالمغرب كمظهر فريد ومتين، يدل على مدى العناية الفائقة والأهمية الكبيرة التي أولاها المغاربة لصحيح الإمام البخاري.
    هذا ولا يعرف لختمات البخاري تاريخ معين، لأنها فن من فنون الحديث لم يؤلف فيه ولم يؤرخ له، خاصة وأن أكثر الختمات لم تكن مكتوبة ولا مدونة، وإنما كانت تعقد مجالس الختم عندما ينهي الشيخ دراسة الصحيح ويلقي ختمته ويبرز فيها ويحتفل بها، ولكن أحدا لا يسجل شيئا عنها، خاصة أو وسائل الإعلام ووسائل التشجيل كانت قليلة، وذلك ما يقف في وجه الدارس والمؤرخ عندما يبحث عن أقدم الختمات، أو عن أول ختمة للبخاري ليمكنه التأريخ لهذا الفن تأريخا علميا، وهو ما أحاول في هذا البحث الوصول إليه إذ لم يسبقني أحد – فيما أعلم – للتعريف بالختمات عامة وختمات البخاري خاصة.
    كذلك لا يعر أول من بدأ هذا اللون من الحديث، حتى يمكن ذكره في صف الرواد من أصحاب الختمات، ولذلك يعود الاعتبار والتقدير إلى أول ختمة موجودة لدينا حسب حياة صاحبها وتاريخ إلقائها وتحريرها، في انتظار الكشف عن ختمات أخرى فيما بعد بحول الله، وهذا ما يجعلنا نحجم عن الجزم بأحكام قاطعة في الموضوع مما يجعل الباب مفتوحا أمام الأجيال المقبلة من الباحثين.
    إن ختمات البخاري لم تكن مشهورة لدى المشارقة، ولم تكن سنة مألوفة كما هو الشأن عندنا بالمغرب، وخاصة بالنسبة للجامع الصحيح حيث جرت العادة الحميدة أن يعقد الشيوخ والمحدثون مجالس ختمية، عند الانتهاء من سرد الصحيح أو تدرسيه وإقرائه وشرحه، يكون موضوع المجلس شرح آخر حديث من أحاديث الصحيح، يقدم لموضوعه بمدخل يذكر فيه أهمية العلوم الشرعية وفي مقدمتها الكتاب والسنة، وقد يؤرخ لتدوينها، ثم يتحدث عن صاحب ترجمته وحياته، ويعرف بالجامع الصحيح وكيفية تأليفه، ويتحدث عن مناسبة الحديث من الجامع، وعن سنده ومتنه شرحا مستفيضا، ثم يتخلص إلى ذكر مروياته وسنده الفريد أو المتعدد للجامع الصحيح، وقد يختم المجلس بنوادر وأدعية وأشعار.
    ويشبه صنيع المغاربة في مجلس الختمات، بمجالس الإملاء الحديثية التي عرفها الشرق، وبرز فيها المحدثون، وعقدوا لها أبوابا في كتب المصطلح وأدروه في آداب المحدث كما هو الشأن في تدريب الراوي للسيوطي.
    غير أن المشارفة لم يكونوا يتقيدون في مجالس الإملاء بكتاب خاص، كما هو شأن المغاربة في ختمات البخاري، إذ يعقد المحدث مجلسا يملي فيه بعض مروياته من حفظه، ثم يختم المجلس بحكايات وأشعار ونوادر ونكت نناسب المقام، ومن أشهر أصحاب مجالس الإملاء عند المشارقة نذكر الحافظ ابن حجر (19) الذي أملى أكثر من ألف مجلس، وقبل شيخه الحافظ العراقي ت 762 هـ الذي أملى أكثر من 4000 مجلس، وزين الدين بن عبد الرحيم الحسني العراقي المصري (20) وبعده ولي الدين أبو الفضل أحمد بن عبد الرحيم العراقي المتوفى سنة 828 هـ الذي أملى أكثر من ستمائة مجلس (21)، والحافظ السيوطي أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت 919 هـ الذي عقد أكثر من مائة مجلس (22) ثم الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمان السخاوي ت 902 هـ الذي بلغت مجالسه أكثر من ستمائة مجلس كما ذكر هو نفسه (23) والحافظ ابن الصلاح الذي سار على سننن شيوخه في ذلك.
    وقد جمعت أمالي المحدثين في كتب عرفت "بكتب الأمالي والاملاء" إذ كان من وظائف العلماء قديما خصوصا الحفاظ أهل الحديث، في يوم من أيام الأسبوع يوم الثلاثاء أو يوم الجمعة، وهو المستحب أن يكون في المسجد لشرفهما، وطريقهم فيه أن يكتب المستملى في أول القائمة:
    هذا مجلس أملاه شيخنا فلان بجامع كذا في يوم كذا، يذكر التاريخ ثم يورد المملي بأسانيده أحاديث وآثارا، ثم يفسر غريبها ويورد من الفوائد المتعلقة بها بإسناد أو بدونه ما يختاره ويتيسر له، وقد كان هذا في الصدر الأول فاشيا كثيرا، ثم ماتت الحفاظ وقل الإملاء، وقد شرع الحافظ السيوطي في الإملاء بمصر سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، وجدده بعد انقطاعه عشرين سنة من سنة مات الحافظ ابن حجر على ما قاله في المزهر وكتبه كثيرة (24).
    وأول ما نعرف من الخامات ما جاء في"فتح الباري" لابن الباري، أنه ختم البخاري واحتفل بذلك فيكون أقدم من نعلم – إلى الآن – ممن ختم البخاري هو الحافظ ابن حجر المتوفى سنة 752 هـ ولا نعرف أن ختمته هذه دونت وكتبت. غير أن أول ختمة مدونة ومطبوعة نعرفها وتوجد بين أيدينا، هي ختمة الإمام القسطلاني شارح البخاري والمسماة "تحفة السامع والقارئ بختم صحيح البخاري" عثرت عليها مخطوطة بالخزانة الملكية تحت رقم 1173 (25)، كما نجد في ترجمة الحافظ أبي الخير السخاوي أن له عدة ختمات: إحداهما في صحيح البخاري سماها "عمدة القارئ والسامع في ختم الصحيح الجامع" (26) وله غيرها حول صحيح مسلم والشفا للقاضي عياض (27).

    وقد عرف نوعان من الختم:ختم القراءة: ويقصد به ختم سرده وإسماعه وهذا كثير يكاد لا يخلو منه مسجد أو مركز ثقافي، حيث يتعبد الناس، بسماع الصحيح وإسماعه دائما وخاصة في الأشهر الثلاثة رجب وشعبان ورمضان من كل عام، وكما هو جار إلى الآن بالضريح الإدريسي بزرهون منذ سن قراءته القاضي محمد إدريس العلوي، وما زالت تختم قراءته في محفل كبير عصر السادس والعشرين من رمضان من كل سنة بمحضر العلماء وممثلي السلطة وعامة الناس، وتنقل الإذاعة حفل الختم في كل سنة، وقد دأبت على مشاركة العلماء في هذا المجلس منذ رجعت من الشرق منذ أكثر من عشر سنوات وما زالت إلى الآن.
    ونذكر ممن هذا النوع وهو كثير بعض العلماء الذين اشتهروا بقراءة الصحيح والمداومة على إسماعه وإقرائه مثل الشيخ جعفر الكتاني الذي ختمه ما بين سماع وإسماع بالزاوية الكتانية بفاس أكثر من عشرين مرة (28)، والشيخ عبد الكبير الكتاني الذي ذكر ولده الشيخ عبد الحق الكتاني أنه ختمه خمسين مرة ما بين سماع وإسماع وإقراء، وما ذكره ابن الآبار في تكملته ممن أن ابن عطية ختم البخاري وحده سبعمائة مرة.
    والنوع الثاني ختم الإقراء: وهو عبارة عن المجلس الحافل الذي يعقده العالم أو الشيخ، بمناسبة انتهاء دراسته مع طلبته وإقرائه للجامع الصحيح، قراءة استيعاب وتمحيص ودراية، ولذلك يتهيأ لمجلس الختم ويجتهد في الإعداد له، لما يحاط به من هالة ولما يحضره من علماء وشيوخ، فيكون مناسبة لتبريز المحدث وإظهار علمه وتفننه وإطلاعه، وهذا النوع الثاني هو المقصود بالختمات من بحثنا، ومثل هذه الختمات العلمية هي التي كتبت ودونت، وبقيت علامة واضحة في تاريخ الفكر المغربي، وشاهدا ودليلا قويا على مدى عناية المغاربة وتفانيهم في الاهتمام بالجامع الصحيح.
    ونجد من عيون هذه الختمات العلمية المدونة أقدمها وأروعها، ختمة الشيخ عبد القادر الكوهن في القرن قبل الماضي، وسنقوم بتقديم دراسة موجزة عنها كنموذج مغربي لختمات البخاري (29)، وختمة الشيخ محمد بن سودة، وختمة الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني، وختمة الشيخ العربي بن السائح، وختمات تلميذه أحمد بنموسى السلاوي، وختمة الشيخ محمد بن جعفر الكاني وغيرها.
    على أن أروع ختمات البخاري وأرفعها نفسا وأشهرها ذكرا، هي ختمة جدنا الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني المطبوعة بفاس (30) والتي أملاها بجامع القرويين من الغلس إلى الزوال، في محفل مشهور ضاقت به رحاب القرويين وتحدث عنها الخاص والعام، والتي أظهرت نبوغه وعبقريته.
    مناسبات الختم: إذا كانت الختمات العلمية لصحيح البخاري، هي المقصود بالذات وهي اللون المسجل والمدون من أنواع الختمات، فإن مناسبات الختم كثير ومتعددة نذكر منها: الختم الذي يحصل بمناسبة خرج الجيش للجهاد وحرب العدو، كما حصل عندما كان الجيش المغربي يستعد بمراكش للخروج لمقابلة البرتغال في معركة وادي المخازن بقيادة السلطان السعدي، كما سجل المؤرخون ذلك وأثبتوه.
    فعندما عقد المنصور السعدي الراية للجيش في طريقه إلى وادي المخازن وسط جامع المنصور بمراكش، ختم عليها أهل الله حملة القرآن مائة ختمة، وصحيح البخاري، وصحبوا ذلك بالتهليل والتكبير، والصلاة والسلام على البشير النذير، والدعاء بالنصر والتمكين (31).
    كما كان يختم صحيح البخاري، بمناسبة تدشين القصور والمساجد والمدارس، فقد أقام السلطان الحسن الأول عندما تم بناء قصره بالرباط، حفلا تدشينا عقد في القصر نفسه، وختم فيه الصحيح ختمة علمية حضرها الأمراء ورجال الدولة وكبار الشيوخ والعلماء (32).
    وعادة الختم هذه دأب عليها سلاطيننا وملوكنا منذ عرف المغرب الجامع الصحيح وخاصة على عهد الدولة السعدية في أيام المنصور السعدي، الذي كانت سيرته في شهر رمضان المواظبة على سماع الصحيح وحضور مجالس إقرائه بين يديه، وعقد مجلس حافل لختمه، وقد تحدث عن هذا المجلس صاحب "الاستقصا" بقوله (33):
    "وهكذا كانت سيرته في شهر رمضان عند ختم صحيح البخاري، وذلك لأنه كان إذا دخل رمضان سرد القاضي وأعيان الفقهاء كل يوم سفرا من نسخة البخاري، وهي عندهم مجزأة على خمسة وثلاثين سفرا في كل يوم سفر إلا يوم العيد وتاليه، فإذا كان يوم سابع العيد ختم فيه صحيح البخاري وتهيأ له السلطان أحسن تهيء، وكانت العادة الجارية عندهم في ذلك، أن القاضي يتولى السرد بنفسه فيسرد نحو الورقتين من أول السفر ويتفاوض بعض الحاضرين في النساء، ويلقي من ظهر له بحث أو توجيه ما ظهر له، ولا يزالون في المذاكرة، فإذا تعالى النهر ختم المجلس وذهب القاضي بالسفر فيكمله سردا في بيته، ومن الغد يبتدئ سفرا آخرا، هكذا والسلطان في جميع ذلك جالس قريب من حاشية الحلقة قد عين لجلوسه موضع".
    هذا وقد اكتسى حفل ختم صحيح البخاري بزاوية الدلائيين، طابع الموسم، حيت تشد إليه الرحال من كل مكان، ويطعم فيه الطعام على طريقة الدلاء الحاتمية، ويلقي الشيخ محمد بن أبي بكر الدلائي درسا في نصف يوم كامل يشهده علماء من فاس ومراكش وغيرهما، ويتلوه إنشاد القصائد في مدح البخاري وكتابه، والإشادة بشيخ الدلاء وسعة علمه، ولم يكن الشيخ محمد بناصر الدرعي يتخلف في رمضان عن قراءة صحيح البخاري وختمه بزاوية "تامكروت" في نهاية العهد السعدي (34).
    كما كان السلطان محمد الخامس كثيرا ما يعقد مجالس لختم كتب الحديث وخاصة الجامع الصحيح، الذي يبتدئ قراءته بمحضره خلال ثلاثة أشهر من كل سنة، ابتداء منم رجب إلى رمضان الذي يعقد فيه مجلس الختم بحضور علماء المملكة وكبارها وأعيانها (35).
    وما زالت العناية بالصحيح قائمة ومجالسه دائمة مستمرة، فقد داوم الملك الحسن الثاني على مجالس الحديث، وخاصة في رمضان كما جرت العادة على اختتام تلك المجالس بختم الصحيح، قراءة آخر أحاديث الصحيح سندا ومتنا مع دعوات وابتهالات، وقد داوم على القيام بذلك إلى الآن أستاذنا الشيخ الرحالي الفاروق حفظه الله.
    وما زالت مجالس البخاري قائمة بمولاي إدريس زرهون، حيث تستمر قراءته طوال الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان ورمضان صباح كل يوم، ويختم عصر اليوم السادس والعشرين من رمضان في محفل كبير ومشهد عظيم، بحضره العلماء والشرفاء ورجال السلطة وجمهور كبير من أنحاء المغرب، حيث يقوم جماعة من العلماء بإسماع الأحاديث من الجامع الصحيح قدر الساعة من الزمان، ثم يختم إما الضريح الإدريسي عادة بقراءة الحديث الأخير من الصحيح ودعوات وابتهالات.
    وقد كان لي شرف ختم الجامع الصحيح بالقبة الجنسية بالضريح الإدريسي الأكبر في  ليلة القدر من سنة 1396/1976، حيث أمليت ختمة علمية في مشهد عظيم، تناولت فيها الكلام على الحديث الأخير من البخاري، مترجما لرجال سنده وشارحا لمتنه، وقد قامت الإذاعة بنقل الختمة المذكورة مباشرة في حينها، وبذلك أكون قد ساهمت في إحياء هذه السنة الحميدة والعادة الكريمة، كذلك مازال البخاري يقرأ ويختم إلى الآن في الزاوية الناصرية "بتامكروت" حيث يقرأ في نسخة ثلاثينية منها يقرأ جزء كل يوم، ثم يقع ختمه في آخر شهر رمضان في حفل مشهود، كما يقرأ ويختم في زاويتنا الكتانية الشهير يوم الموسم من كل عام.
    ومازال أهل زاوية "ابن السبع" يداومون على قراءة صحيح البخاري وختمه وخاصة في شهر رمضان.
    ونذكر من المدن التي تحافظ على سنة اسماع البخاري وقراءته مدينة مكناس، حيث تفتتح قراءة البخاري في عدة أماكن في شهر رمضان، سواء بالمسجد الأعظم الذي تبتدئ قراءته في مستهل رمضان ويختم في مشهد كبير بعد زوال السادس والعشرين من رمضان، كما يقرأ في نفس الشهر وبنفس الاهتمام بالزاوية الكتانية وبالزاوية العلمية والزاوية الكنتية وغيرها (36).
    انعدام وهدايا بمناسبة الختم:
    أشرنا فيما سبق إلى أنه يحتفى بالخاتم عند نهاية ختمته، حيث تلقى في المجلس قصيدة أو قصائد للتنويه به وبالفن المختوم، كما يحتفى به حيث يحمل على الكواهل والأكتاف في موكب ضخم إلى داره، وتقدم الأطعمة إلى المحتفلين، وقد تقدم إليه بعض الهدايا والصلات.
    من ذلك ما نجده مسجلا في فهرس الوثائق، من أنه كانت تمنح صلات لأصحاب الختمات تكريما لهم وتشجيعا، إذ نجد أنه صدر الأمر تنفيذ صلة بمناسبة ختم الصحيحين (37).
    كما نجد أمرا آخر بتنفيذ صلة بمناسبة ختم صحيح البخاري (38)، وصدر أيضا إنعام بمناسبة ختم صحيح البخاري (39)، وتنفيذ بمناسبة ختم صحيح البخاري أيضا (40).

    دعوات الختم:
    لقد جرت العادة أن ينهي الخاتم مجلس الختام بدعوات وابتهالات مشهورة وصلوات على النبي الكريم،  مستمدة من الحديث الشريف، ومن آثار العلماء والصالحين، وقد يكون الاختتام بقصيدة شعرية في الكمالات المحمدية، كما فعل الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني عند نهاية ختمته، مع ملاحظة اختلاف أسلوب دعوات الختم حسب زمان الختم ووقته وتبعا لمشرب الخاتم ونفسه.
    وقد تجمع لدينا من مجموع ختمات البخاري المغربية دعوات وابتهالات وصلوات على الرسول الأعظم، نذكر من أحسن ما قبل منها عند الختم:
    الحمد لله ما وجد بآخر نسخة من صحيح البخاري بخط الشيخ سيدي عبد القادر الفاسي، ومن خطه أيضا يعني أبا عمران بن سعادة رضي الله عنه، قرئ على الفقيه أبي الوليد سليمان بن خلف رضي الله عنه، والفقيه أبو علي رضي الله عنه يسمع قال، قال أو ذر سمعت أبا الهيثم يدعو بهذا الدعاء عند فراغه من قراءة كتاب البخاري:
    الحمد لله حمد معترف بذنبه، ومستأنس بربه، جعل فاقته إليه، واعتمد في العفو عليه..ذنوبه تقلقه، روح قلبه بذكره، وطاش عقله من جرمه، لا يوجد في أحواله إلى قلقا، وطائر القلب فرقا، وخوفا من النار وفضيحة العار، وغضب الملك الجبار، إذا ميز الأخيار والأشرار، وجيء بالجنة والنار، وبدلت الأرض وانشقت السماوات، وتناثرت النجوم الزاهرات، وانتظر المحشورون ماذا يكون في ذلك اليوم، يوم وأي ويم، يوم يفزع من هوله المحسنون، ويغرق في بحاره المسيئون، في يوم تلاحقت أوجاله، وترادفت أهواله، ونادى المنادي: باسمك ندعي إلى الحساب، وإلى قراءة ما حصلته في ذلك الكتاب، وتقام بين يديه عاصيا، وتقدم إليه خاطيا، فإما مغفور لك، فصرت إلى الجنة مسرورا، وإما مسخوط عليك، فصرت إلى النار مأسورا، نعوذ بالله من النار ونسأله البعد منها، فأنك ملك كريم، جواد رحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما (41).
    ومن ذلك ما أنهى به الشيخ عبد القادر الكوهن ختمته المشهورة "نوافح الورد" بقوله: ومن أحسن الأدعية وأجمعها لخير الدارين وأرجاها للإجازة، خاتمة دعاء الفرج الذي رواه جعفر الصادق رضي الله عنه عن أسلافه الكرام مرفوعا وهو: اللهم إني أسألك إيمانا دائما الخ..روى الترمذي والحاكم في نوادر الأصول بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أتاه جبريل عليه السلام بينما هو عنده إذ أقبل أبو ذر فنظر إليه جبريل فقال أبو ذر قال فقلت يا أمين الله وتعرفون أنتم أبا ذر قال نعم والذي بعثك بالحق بشيرا ونذيرا، أن أبا ذر أعرف في السماء منه في الأرض، إنما ذلاك دعاء يدعو به كل يوم مرتين تعجبت الملائكة منه فادعه وسله عن دعائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر دعاء تدعو به كل يوم مرتين، قال نعم فداك أبي وأمي ما سمعته من بشر، وإنما هو عشرة أحرف ألهمني بها ربي إلهاما، وأنا أدعو به كل يوم مرتين أستقبل القبلة فأسبح الله مليا،وأحمده مليا، وأهلله مليا، وأكبره مليا، ثم أدعو بتلك العشر الكلمات: اللهم إني أسألك إيمانا دائما، وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك الشكر على العافية، وأسألك الغنى عن الناس، قال جبريل: يا محمد والذي بعثك بالحق لا يدعو أحد من أمتك بهذا الدعاء إلا غفرت له ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر وعدد تراب الأرض، ولا يتوفى أحد من أمتك وفي  قلبه هذا الدعاء إلا اشتاقت إليه الجنان، واستغفر له الملكان، وفتحت له أبواب الجنة فنادت الملائكة: يا ولي الله ادخل من أي باب شئت (42).
    وقد ورد في ختم المجلس أحاديث كثيرة كثيرة، وأخبار شهيرة، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جلس مجلسا كثير فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك، وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد أن يقوم من المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفركم وأتوب إليك، فقال رجل: يا رسول الله إنك لتقول قولا ما كننت تقوله فيما مضى، فقال: كفارة لما يكون في المجلس. وعن عائشة رضي الله عنهما قالت: ما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا ولاتلا قرآنا ولا صلى صلاة إلا حتم ذلك بكلمات، فقلت يا رسول الله: أراك ما تجلس مجلسا ولا تتلو قرآنا ولا تصلي صلاة إلا ختمت بتلك الكلمات، قال نعم من قال خيرا كان طابعا له على ذلك الخير، ومن قال شرا كانت كفارة له، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر، كان كالطابع يطبع عليه ومن قالها في مجلس لغو كان كفارة له".
    بعض الختمات المشهورة ختمة صحيح البخاري (43)
    المسمات
    إظهار نفائس ادخاري
    المهيآت لختم كتاب البخاري
    أبو العباس أحمد بن قاسم ساسي
    البوني المتوفى سنة 1139 هـ
    ختمة البخاري (44)
    أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان الفاسي
    المتوفى سنة 1144 هـ
    ختمة صحيح البخاري (45)
    المسماة
    "ترجمة الورد والعنبر والمسك الداري لشرح آخر
    ترجمة صحيح البخاري".
    للشيخ بعد القادر الكوهن
    البوني المتوفى سنة 1254 هـ
    ختمة البخاري (46)
    محمد بن حمدون بن الحاج
    المتوفى سنة 1274 هـ
    ختمة البخاري (52)
    أحمد بن موسى السلوي
    المتوفى سنة 1328 هـ
    ختمة أخرى له (53)
    لنفس المؤلف المذكور
    ختمة البخاري (54)
    التهامي بن المدني كنون
    المتوفى سنة 1331 هـ
    ختم الصحيح (55)
    للشيخ عبد الكبير الكتاني
    شرح ختم صحيح البخاري (56)
    محمد بن جعفر الكتاني
    المتوفى سنة 1345 هـ
    ختمة البخاري (57)
    محمد المكي البطاوري
    المتوفى سنة 1355 هـ
    ختمة البخاري (58)
    محمد المدني بن الحسني
    المتوفى سنة 1378 هـ
    ختمة البخاري (59)
    للشيخ الرحالي الفاروق
    ختمة صحيح البخاري
    المسماة
    عون الباري على فهم آخر تراجم
    صحيح البخاري (47).
    أحمد بن الطالب بن سودة
    المتوفى سنة 1321/1905
    ختمة صحيح البخاري
    المسماة
    شرح آخر ترجمة من صحيح
    الإمام البخاري (48).
    الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني
    المتوفى سنة 1323هـ
    ختمة صحيح البخاري (49)
    للشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني
    المتوفى سنة 1327هـ
    ختمة أخرى له (50)
    للشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني
    المتوفى سنة 1327هـ
    ختمة البخاري (51)
    للشيخ العربي بن السائح
    المتوفى سنة 1309/1892
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    1) جامع القرويين 2/431 – الدكتور عبد الهادي التازي.
    2) الإتحاف ج 2 – عبد الرحمان بن زيدان.
    3) نزهة الحادي ص 63.
    4) المغرب في عهد الدولة السعدية ص 105.
    مدرسة الإمام البخاري في المغرب، الدكتور يوسف الكتاني 2/601  و 602.
    5) المصدر السابق نفس الصفحة.
    6) فهرس الفهارس 1/420.
    7) النبوغ 1/281 و 282.
    8) معجم المحدثين ص 30.
    9) الموسوعة المغربية ع 2 ص 13.   
    10) توجد بالخزانة العامة تحت رقم 1820د.
    11) الموسوعة المغربية ع 1 ص 6.
    12) الموسوعة المغربية ع 2 ص 101.
    13) الموسوعة المغربية ع 2 ص 83.
    14) الموسوعة المغربية ع 2 ص 6.
    15) معجم المحدثين ص 37.
    16) فهرس الفهارس 2/270.
    17) فهرس الفهارس 2/141.
    18) فهرس الفهارس 1/408 – وانظر تفصيل الموضوع بكتابنا مدرسة الإمام البخاري في المغرب 2/600-650..
    19) الدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر للسخاوي 2/336
    20) فهرس الفهارس 2/436 نقلا عن تدريب الراوي وفتح المغيث.
    21) فهرس الفهارس 2/436.
    22) التدريب ص 176- فهرس الفهارس 2/352.
    23) فهرس الفهارس 2/335-373.
    24) الرسالة المستطرفة ص 159.
    25) وتوجد بمكتبتي مصورة عنها منها نقلت هذه المعلومات.
    26) فهرس الفهارس 2/335.
    27) المصدر السابق 2/336.
    28) المصدر السابق 1/132.
    29) توجد مصورة عنها بمكتبتي عن الأصل المحفوظ بالخزانة الملكية.
    30) جميع هذه الختمات توجد نسخ منها إما أصلية أو مصورة بمكتبتي.
    31) نزهة الحادي لليفرني ص 65.
    المغرب في عهد الدولة السعدية ص 105.
    32) انظر تفصيل ذلك في كتابنا مدرسة الإمام البخاري في المغرب 2- 609 و 610.
    33) الاستقصا 5/153-154.
    34) الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين 1/115
    35) جامع القرويين 2/467
    36) العز والصولة 1/177-178.
    37) فهرس الوثائق لجائزة الحسن الثاني للمخطوطات والوثائق ص 77 ص 34.
    38) المصدر السابق ص 36.
    39) صدر السابق ص 37.
    40) صدر السابق ص 37.
    41) منقول عن نسخة خطبة من صحيح البخاري بالخزانة الملكية ص 451.
    42) ختمة الكوهن ص 127-128
    43) فهرس الفهارس 1/169
    44) توجد بالخزانة العلمية الصبيحية بسلا
    45) توجد بالخزانة الملكية تحت رقم 892د.
    46) توجد بالخزانة الملكية تحت رقم 173.
    47) مطبوعة بفاس وتوجد مصورتها بخزانتي.
    48) مطبوعة بفاس.
    49) مطبوعة بفاس بالمطبعة الجديدة سنة 1323 هـ.
    50) مخطوطة المظاهر السامية.
    51) مخطوطة إلا أنها مبتورة توجد مصورتها بمكتبتي.
    52) مخطوطة توجد نسخة منها بمكتبتي هدية من ولد المؤلف الفقيه المقرئ عبد الرحمن بنموسي.
    53) توجد بالخزانة الملكية.
    54) الشرف المصون لآل كنون ص 28
    55) فهرس الفهارس.
    56) الرسالة المستطرفة مقدمة الناشر حرف (أ),
    57) شخصيات مغربية (3) ص 98 عبد الله الجراري.
    58) شخصيات مغربية (2) ص 92 عبد الله الجراري.
    59) ختمة مختصرة نشرت بكاملها لأول مرة في كتابها مدرسة الإمام البخاري في المغرب 2/643-659. 
    ===================

    الدروس الحسنية نموذج جديد لدراسة الكتاب والسنة.

      عفيف محمد العرائشي

    العدد 282 شعبان 1411/ مارس 1991

    من العادات الحميدة التي سار عليها ملوك المغرب وعلماؤه منذ عهود طويلة، سرد متن صحيح الإمام البخاري بالبلاطات الملكية، وببعض مساجد مدن المغرب خلال شهور رجب وشعبان ورمضان من كل سنة، من طرف علماء ومحدثين تسند إليهم مهمة السرد وشرح ما يراه الملك في مجلسه مفتقرا للشرح، وعلامة ذلك، إما أن يأمر الملك العالم بتولي شرح الحديث المتوقف في فهم معناه، أو يجمع بين دفتي النسخة التي بيده، فيتوقف السرد ويشرع العالم في الشرح، وإن ظهرت لعالم آخر ملاحظة أو نظرية حول ما أبداه العالم الأول، فله أن يبديها، وللآخر أن يناقشه فيما أبداه، وهكذا دواليك.
    وقد تنافس المغاربة في وقف أملاك وعقارات على كرسي سرد البخاري ببعض مدن المغرب كمكناس وفاس وغيرهما من المدن المغربية، ولا يزال العمل قائما بمهمة السرد في بعضها إلى غاية تاريخه.وكان الأمر في البداية مقتصرا على شهر رمضان، ثم أضيف إلى الشهر المذكور، شهرا رجب وشعبان، ففي مدينة مكناس مثلا، كان يبتدأ السرد بالمسجد الأعظم وغيره من مساجد بعض الزوايا كالعَلَمية والكتانية والدرقاوية في فاتح رجب، بعد في فاتح رجب، بعد صلاة الصبح في بعضها، وبعد صلاة العصر في البعض الآخر، وذلك كل يوم، عدا يومي الخميس والجمعة، ويتوقف في الخامس عشر من شهر شعبان، ثم يستأنف في فاتح رمضان، ويقع الختم في مشهد كبير، يحضره جمهور غفير من عباد الله المومنين ليلة السابع والعشرين من رمضان المعظم.

    أول من سن هذا العمل:
    يذكر بعض المؤرخين، أن أول عالم قام بهذا العمل في العهد الوطاسي، هو الإمام الشهير محمد بن أحمد ابن غازي العثماني المكناسي المتوفى بمدينة فاس سنة 919 هـ/1513م، فقد كان يتولى سرد صحيح البخاري بنفسه في شهر رمضان من كل سنة حينما سكن بمدينة فاس.
    وفي هذا الصدد يقول الكتاني في مؤلفه "فهرس الفهارس" (1)  عند كلامه على فهرش ابن غازي "التعلل برسوم الإسناد، بعد ذهاب أهل ذهاب أهل المنزل والناد" عن ابن غازي كان يسمع في كل شهر رمضان صحيح البخاري. ثم قال بعد ذلك: ولما تكلم ابن عبد السلام الناصري في سرد البخاري في رمضان من كل سنة قال:على عادة ابن غازي بفاس، إذ هو الذي ابتدأ سرده به ولازمه في رمضان، فبايعه الشيخ وغيره على ذلك.
    قلت: أعني الكتاني ولازال الناس في فاس ومكناس، وغيرهما من بلاد المغرب، يعتنون قراءة صحيح البخاري في شهر رمضان إلى الآن على سنة ابن غازي رحمه الله (إهـ). ثم بقي العمل مستمرا على ذلك منذ عهد الدولتين: السعدية والعلوية إلى غاية تاريخه
    ففي العهد السعدي: كان السلطان أبو العباس أحمد المنصور بالله السعدي المعروف بالذهبي المتوفى بفاس في شهر ربيع الأول سنة (1012هـ/ 1603م) يبتدئ سرد صحيح البخاري في شهر رمضان، ويختمه يوم سابع شوال.
    وهذا ما يحدثنا عنه صاحب الاستقصا عند ذكره لعادة المنصور في الاحتفال بالمولد النبوي، واعتنائه بسـائر الأعياد حيث يقول: (2)
    "وهكذا كانت سيرته في شهر رمضان عند ختم صحيح البخاري، وذلك أنه كان إذا دخل رمضان، سرد القاضي وأعيان الفقهاء كل يوم سفرا من نسخة البخاري، وهي عندهم مجزأة على خمسة وثلاثين سفرا، في كل يوم سفر إلى يوم العيد وتاليه، فإذا يوم سابع العيد، ختم فيه صحيح البخاري، وتهيأ له السلطان أحسين تهيئ، إلا أن العادة الجارية عندهم في ذلك، أن القاضي يتولى السرد بنفسه، فيسرد نحو الورقتين من أول السفر، ويتفاوض مع الحاضرين في المسائل، ويلقي من ظهر له بحث أو توجيه ما ظهر له، ولا يزالون في المذاكرة، فإذا تعالى النهار ختم المجلس، وذهب القاضي بالسفر فيكلمه سردا في بيته، ومن الغد يبتدئ سفرا آخرا، وهكذا والسلطان في جميع ذلك، جالس قريب من الحلقة، قد عين لجلوسه موضع".
    وفي عهد الدولة العلوية: سار ملوكها على نهج الدولتين السابقتين: الوطاسية والسعدية، وكان سرد صحيح البخاري زمن ولاية بعضهم مقتصرا على شهر رمضان، وعند البعض، توزع قراءته على شهر رجب، وشعبان، ورمضان.
    ففي عهد الحسن الأول: المتوفى ليلة الخميس ثاني ذي الحجة سنة (1311هـ/1894م) كان يقسم سرد صحيح البخاري أثناء الشهور الثلاثة، على ستة وثلاثين نصابا حسبما وجد مفصلا في إحدى مقيدات قاضي مكناس أحمد بن الطالب ابن سودة المري المتوفى سنة (1321هـ/1904م) ونقله من خذ يده، المؤرخ الشهير المولى عبد الرحمن ابن زيدان في الإتحاف(3) مصدرا بالفقرة الآتية:
    "الحمد لله الذي استقر عليه عمل سيدنا ومولانا أمير المومنين، مدة تنيف على العشر سنين في سرده لصحيح الإمام البخاري في الثلاثة الأشهر، أن يقرأه في ستة وثلاثين نصابا وبيان كل نصاب هكذا:
    الأول : بدء الوحي
    الثاني: الوضوء
    الثالث: التيمم
    الرابع: المواقيت
    الخامس: الصف الأول
    السادس: أبواب العيدين
    السابع : فضل الصلاة بمسجد مكة
    الثامن: الزكاة
    التاسع: سقاية الحاج
    العاشر: فضائل المدينة
    الحادي عشر: ( ياأيها الذين آمنوا لا تاكلوا الربا).
    الثاني عشر: كتاب الشرك
    الثالث عشر: الهبة للولد
    الرابع عشر: (وابتلوا اليتامى)
    الخامس عشر:الجهاد بإذن الأبوين
    السادس عشر: بدء الخلق
    السابع عشر: (ولقد آتينا لقمان الحكمة)
    الثامن عشر: مناقب عثمان
    التاسع عشر: هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
    العشرون: غزوة الحديبية
    الواحد والعشرون:حديث كعب بن مالك
    الثاني والعشرون: سورة الأنعام
    الثالث والعشرون:سورة لقمان
    الرابع والعشرون: سورة (والشمس وضحاها)
    الخامس والعشرون: ( قو أنفسكم وأهليكم نارا)
    السادس والعشرون: ( وهزي إليك بجذع النخلة)
    السابع والعشرون: الرقى بالقرآن
    الثامن العشرون: الأدب
    التاسع والعشرون: أحب الأسماء إلى الله
    الثلاثون: الوضوء عند الدعاء
    الواحد والثلاثون: الأيمان والنذور
    الثاني والثلاثون: (فمن لم يستطع منكم طولا)
    الثالث والثلاثون: تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح
     الرابع والثلاثون: كتاب التمني
    الخامس والثلاثون: (عالم الغيب والشهادة)
    السادس والثلاثون: (والله خلقكم وما تعملون).
    ويترواح عدد الأحاديث كل نصاب ما بين 161 باب في الأكثر، كما في نصاب باب قوله تعالى: ( وهزي إليك بجذع النخلة) إلى باب الرقى، و 44 بابا في الأقل كما في نصاب "باب غزوة الحديبية" إلى حديث "كعب بن مالك" وقد ورد في المصدر السابق: الإتحاف (4) وصف لإحدى حفلات ختم البخاري بمدينة الرباط، من طرف الحسن الأول، لكن الختم في هذه المرة كان يوم عيد الفطر، وكان ذلك أثناء حركة السلطان الأولى من مراكش إلى فاس ومكناس سنة 1290هـ/1874م ففي صبيحة يوم الخميس 29 رمضان سنته، حل المولى الحسن الأول برباط الفتح، وأقام به سنة عيد الفطر، وختم صحيح البخاري، وكان شيخ مجلسه الحديثي هو السيد المهدي بن الطالب ابن سودة قاضي مدينة مكناس المتوفى سنة 12394هـ/ 1877م(5) وحضر الختم جم غفير من العلماء والأعيان، ووجوه القبائل المغربية، وقيل في الختم من الأمداح ما يزيد على خمسين قصيدة، أجاز عليها أصحابها كل بما يستحق.
    واستمر العمل على ذلك في عهد السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام المتوفى بمكناس في29 محرم سنة 1276 موافق 28 غشت 1859 وكان من بين سراد الحديث في عهده أبو عبد الله ومحمد بن السعيدي العدل بسماط عدول مكناس واحد كتاب حضرته (6).
    وفي عهده السلطان المولى عبد العزيز المتوفى سنة 1326 هـ/ 1909م أمر بإنشاء قراءة صحيح البخاري والشفا بالضريح الإدريسي بفاس صبح كل يوم، وعين لقراءة البخاري جماعة من العلماء، منهم القاضي عبد السلام الهواري، والقاضي محمد المدغري العلوي، والشيخ أحمد بن الخياط الزكاري، ولقراءة الشفا محمد الخصاصي، وعبد الحي الكتاني، ورتب لكل واحد منهم راتبا يوميا يقوم بجل ضرورياته (7).
    وفي زمن ولاية السلطان المولى عبد الحفيظ المتوفى في 22 محرم 1356/ 4 أبريل 1937 كما في الدور الفاخرة، بمآثر الملوك العلويين بفاس الزاهرة (8) لابن زيدان.بعد ما تم بناء المسجد الذي أمر (المولى عبد الحفيظ) ببنائه بأبي الجنود يمين الداخل للقصر بفاس، أمر قضاة فاس، وجماعة من العلماء بافتتاحه وسرد صحيح البخاري والشفا به (إهـ) وفي سنة 1330هـ/1911م حل بالرباط، واجتمع مع قاضيه الشيخ محمد المكي البطاوري المتوفى ليلة ثاني محرم سنة 1355هـ/1936م قاضي سلا أبي الحسن عل بن محمد عواد المتوفى سنة 1354هـ/1935م وأمر عواد أن ينتخب جماعة من علماء العدوتين، ويأمرهم بالحضور إلى المسجد المحمدي الحسني بالرباط، قصد سرد صحيح البخاري وشرح بعض أحاديثه بمحضر السلطان، فبلغ عدد ما اختارهم من العلماء، مع من كان بركاب السلطان من علماء شنجيط، نحو العشرين، وأسند رئاسة الجلسة لقاضي سلا المذكور. وكان افتتاح المجلس الأول في ثالث رجب سنة 1330هـ/1911م فابتدأ السارد بما انتهت إليه قراءة السلطان قبل ذلك، وهو: "باب مناقب قريش". وبعد ذلك شرع قاضي سلا في الكلام على الترجمة الأولى مع الموالية لها، إلى أن انتهى إلى مناقب عثمان، وبعد الختم عين السلطان للقراءة بالتناوب يوما بعد يوم القاضيان البطاوري وعواد واستمر العمل على ذلك إلى أن دعت الضرورة السلطان لمغادرة الرباط وبلغ عدد الدروس التي ألقاها البطاوري سبعة دروس، أولها: "مناقب عثمان"، وآخرها: قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم) (9) جمعها في مؤلف سماه الدروس الحديثية في المجالس الحفيظية(10).
    وفي عهد السلطان محمد الخامس المولود بالقصر السلطاني بمدينة فاس سنة 1329هـ/1911م جرى العمل على ما كان عليه في عهود الملوك العلويين السابقين، فقد كان كبار العلماء يستدعون للحضور للقصر الملكي بالرباط خلال الشهور الثلاثة المذكورة، لسرد أحاديث صحيح البخاري بمحضر جلالته، وعند التوقف في فهم حديث، يتصدى لشرحه من يراه الملك أهلا لذلك من العلماء، وتعطى للعلماء الحاضرين حرية المناقشة كما سبقت الإشارة إلى ذلك (11).
    أما في عهد جلالة الحسن الثاني، فقد عرفت تلك الدروس توجها جديدا، بحيث لم يعد الأمر مقتصرا على سرد صحيح البخاري أثناء شهور رجب وشعبان ورمضان، أو في رمضان فقط، داخل القصر الملكي، بمحضر الملك وطائفة من العلماء المغاربة، بل سمح للأساتذة والدكاترة المتخرجين من الجامعات المغربية وغيرها، بالإضافة إلى العلماء الفقهاء، أن يساهموا بدورهم بأبحاث، تستنبط من الكتاب والسنة، ويكون محور الدرس آية قرآنية، أو حديث نبوي شريف، كما يساهم فيها جلالة الملك في بعض الأحيان، بإلقاء دروس توجيهية، في التوعية الإسلامية.
    وعين لإلقاء تلك الدروس بين يدي جلالته ومن يستدعي من الأمراء والوزراء والسفراء وعلماء المملكة المغربية وغيرها من علماء أقطار العالم الإسلامي وحتى الأوربي أقول: عين لذلك زمان إلقاء تلك الدروس ومكانه، فالزمان شهر رمضان، من كل سنة، والمكان القصر الملكي بالرباط، وأطلق على تلك الدروس (الدروس الحسنية) وتبتدأ عادة في أوائل شهر رمضان، وتختتم بسرد آخر حديث من صحيح البخاري ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان بعد صلاة العشاء والتراويح بالقصر الملكي وبجميع مساجد المغرب.
    وتعميما للفائدة، فإن دروس كل سنة تطبع في كتاب مستقل، يحمل عنوان:"الدروس أبو شعيب الدكالي المتوفى في 6 جمادى الأولى 1356هـ/ 15 يوليوز1937م، وعبد الرحمن بن القرشي الإمامي المتوفي سنة 1358هـ/1940م. ومحمد بن العربي العلوي المتوفى في 23 محرم 1384هـ/4 يونيه 1964، ومحمد المدني بن الحسين المتوفى سنة 1378هـ/1959م.
    الحسنية"، وبعد طبعه يوزع على العلماء، وعلى من يطلبه من المثقفين.
    وبتوجيه من صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، بدأت في السنتين الأخيرتين مناقشة الدروس الحسنية من طرف لجنة من العلماء، تعقد اجتماعها بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صباح اليوم الموالي لإلقاء كل درس لمناقشة، لأن في المناقشة إثراء لتلك الدروس وتقييما لها، كما أنها تطبع في كتاب مستقل، لتكون رهن إشارة عموم المثقفين. وقد طبعت لأول مرة مناقشة دروس سنة 1409هـ في كتاب يحمل عنوان:
    (مناقشات الدروس الحسنية، لشهر رمضان الأبرك، لعام 1409هـ).
    ولم يقتصر احتفال ملوك الدولة العلوية على ختم صحيح البخاري، بل كان بعضهم يحتفل أيضا يختم تفسير القرآن الكريم.
    فمن اهتمامات المولى إسماعيل (12) بالعلم والعلماء" أنه حضر بنفسه بقصره في مدينة مكناس، ختم أبي عبد الله محمد بن الحسن المجاصي (13) لتفسير القرآن الكريم، وبعد الختم قدم للضيوف الطعام، وكان الذي تولى صب الماء على أيدي العلماء، وتوزيع الجوائز عليهم، هو السلطان المولى إسماعيل.
    كما أن السلطان المولى سليمان(14) حضر مع الطلبة ختم شيخه الطيب ابن عبد المجيد ابن كيران، تفسير القرآن الكريم بزاوية ابن رحمون بمدينة فاس في 24 شعبان سنة 1211هـ/1796م.
    ويوجد ضمن الأوقاف المحبسة على قراءة صحيح البخاري بمسجد جامع النجارين بمدينة مكناس، نسخة خطية، كان المولى سليمان يعتمدها في قراءته للصحيح. وهي تقع في أربعة أجزاء، من الحجم الكبير، خطها مبسوط متوسط فرغ من نسخ الجزء الأول منها أواخر ربيع الثاني سنة 1105هـ/1693م حبستها المرأة فطومة بنت أحمد العبدي على المسجد المذكور، بتاريخ 29 رمضان سنة 1111هـ/1700م كما بإشهاد التحبيس المكتوب على أول ورقة من الجزء الأول، وبطرة الورقة المشتملة على (باب إذا صلى ثم أم قوما) من الجزء المذكور تلخيص للوارد في الموضوع بقلم السلطان المولى سليمان جاء في ختامه: "لخصه سليمان بن محمد أمير المومنين، لطف الله به، وأمده بتوفيقه، آمين، والسلام على من يقف عليه".
    أوقفني على المصدر المذكور، الأخ الأستاذ محمد ابن عبود الذي يتولى وقته سرد صحيح البخاري بالمسجد الأعظم بمكناس أثناء شهور رجب وشعبان ورمضان من كل سنة.

    -------------------------------------
    (1)ج.2.حرف غ ص.257
    (2)ج.5.ص.153-154 ط.2 دار الكتاب الدارالبيضاء
    (3) ج.1.ص 462.ط، 1..
    (4) ج.2.ص.277.
    (5) كان المهدي ابن سودة شيخ مجالس ملوك ثلاثة: مولاي عبد الرحمن ابن هشام، وسيدي محمد بن عبد الله، والمولى الحسن الأول في صحيح البخاري في شهور رجب وشعبان ورمضان كما ورد في ج.4 من الإتحاف 359.
    (6) ج. 5. من المصدر قبله ص.225
    (7) الدرر الفاخرة لابن زيدان ص.116
    (8) ص.123
    (9) (البقرة) الآية: 223.
    (10) طبعت سنة 1365هـ/1946م على نفقة دار النشر (الباب).
    (11) من بين الشيخ الذين تولوا رئاسة المجالس الحديثية في عهد محمد الخامس:
    أبو شعيب الدكالي المتوفى في 6 جمادى الأولى 1356هـ/ 15 يوليوز1937م، وعبد الرحمن بن القرشي الإمامي المتوفي سنة 1358هـ/1940م. ومحمد بن العربي العلوي المتوفى في 23 محرم 1384هـ/4 يونيه 1964، ومحمد المدني بن الحسين المتوفى سنة 1378هـ/1959م.
    (12) توفي بمدينة مكناس ودفن بها يوم السبت 28 رجب سنة 1139/1727م.
    (13) توفي بمكناس سنة 1103هـ/1692م.
    (14) توفي بمراكش ودفن بها في 14 ربيع الأول سنة 1238هـ/1822م.

     ===============


    العلماء الذين قرأوا كتب السنة أكثر من مرة أو قرأوها في وقت يسير

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أمابعد:
    هذه ورقة فيها ذكر بعض ممن قرأوا أحد كتب السنة أكثر من مرة والذين قرأوها في وقت يسير.
    أخذت مادتها من كتاب قيمة الزمن عند العلماء والمشوق إلى القراءة وطلب العلم.


    الذين قرأوا أحد كتب السنة أكثر من مرة:

    سليمان بن إبراهيم نفيس الدين العلوي اليماني
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري 150 مرة قراءة سماع وإسماع ومقابلة.

    الشرجي
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري 280 مرة قراءة وإقراء وإسماعا.

    أحمد بن عثمان الكلوتاتي
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري أكثر من 40 مرة.

    محمد بن عبدالله القاهري الحنفي
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري 100 مرة.

    عثمان ابن محمد التوزري
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري على 30 شيخاً.

    أسعد بن محمد الشيرازي
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري أكثر من 20 مرة على شيخ واحد.

    البرهان الحلبي
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري أكثر من 60 مرة.

    الفيروز ابادي
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري أكثر من 50 مرة.

    علي بن عبدالوحد الأنصاري الجزائري
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري 18 مرة.

    علي بن مسعود الشاطبي
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري في كل رمضان.

    محمد بن عبدالله البغدادي المالكي
    عدد مرات القراءة/ الموطأ 45 مرة.

    الحسن السمرقندي
    عدد مرات القراءة/ صحيح مسلم نيفاً وثلاثين مرة.

    أبوسعيد البحيري
    عدد مرات القراءة/ صحيح مسلم نيفاً وعشرين مرة.

    محمد بن علي السنوسي
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري نحو 120 مرة.

    شرف الدين أبي الحسن اليونيني
    عدد مرات القراءة/ صحيح البخاري قابل نسخته من صحيح البخاري وأسمعه في سنة 11 مرة.

    القاسم البرزالي
    عدد مرات القراءة/ سنن الدارمي أكثر من 10 مرات.


    الذين قرأوا أحد كتب السنة في وقت يسير:

    الخطيب البغدادي
    صحيح البخاري, مدة القراءة: 3 مجالس.

    الخطيب البغدادي
    صحيح البخاري, مدة القراءة: 5 أيام على كريمة المروزية.

    طلحة بن مظفر العثلي الحنبلي
    صحيح مسلم, مدة القراءة: 3 مجالس.

    عبدالله ابن الابار
    صحيح مسلم, مدة القراءة: 6 أيام.

    أبو الحجاج المزي
    المعجم الكبير للطبراني, مدة القراءة: 60 مجلساً.

    زين الدين العراقي
    صحيح مسلم, مدة القراءة: 6 مجالس.

    زين الدين العراقي
    المسند, مدة القراءة: 30 ميعاداً.

    مجد الدين الفيروز ابادي
    صحيح مسلم, مدة القراءة: 3 أيام بدمشق.

    ابن حجر
    المسند بزياداته, مدة القراءة: 53 مجلساً.

    ابن حجر
    صحيح البخاري, مدة القراءة: 10 مجالس كل مجلس أربع ساعات.

    ابن حجر
    صحيح مسلم, مدة القراءة: 5 مجالس من بكرة النهار إلى الظهر.

    ابن حجر
    السنن الكبرى للنسائي, مدة القراءة: 10 مجالس.

    ابن حجر
    سنن ابن ماجه, مدة القراءة: 4 مجالس.

    ابن حجر
    المعجم الصغير للطبراني, مدة القراءة: مجلس واحد بين الظهر والعصر.

    عثمان بن محمد الديمي
    صحيح البخاري, مدة القراءة: 4 أيام.

    أحمد بن محمد القسطلاني
    صحيح البخاري, مدة القراءة: 5 مجالس.

    إبراهيم البقاعي الحنبلي
    صحيح البخاري, مدة القراءة: 6 أيام.

    إبراهيم البقاعي الحنبلي
    صحيح مسلم, مدة القراءة: 5 أيام متفرقة في عشرين يوم.

    ==================


    باحث موريتاني: مجالس قراءة البخاري ضاربة في القدم

    و م ع
    الخميس 13 يونيو 2013

    نواكشوط - اعتبر الباحث الموريتاني، حماه الله ولد ميابى، أن مجالس قراءة وختم صحيح البخاري تعد من ضمن المواسم الدينية الثقافية الضاربة في القدم ببلاد الغرب الإسلامي.

    باحث موريتاني: مجالس قراءة البخاري ضاربة في القدم
     وقال حماه الله، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط، في محاضرة تحت عنوان "قراءة صحيح البخاري بشهري رجب وشعبان في بلاد الغرب الإسلامي" ألقاها، مساء أمس الأربعاء بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط، إن موسم قراءة صحيح البخاري في مجالس مهيبة تقليد يكشف عن وحدة ثقافية ودينية كاملة بين كافة أقطار منطقة الغرب الإسلامي التي وصلها الجامع الصحيح في وقت مبكر من تأليفه في حدود منتصف القرن الخامس الهجري.  

    وأبرز حماه الله، الحائز على الدكتوراه من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط عام 2011 في موضوع "وحدة المخطوط العربي"، المكانة الهامة التي يحظى بها الحديث النبوي الشريف في الإسلام، إذ يشكل المصدر الثاني للشريعة بعد القرآن الكريم، وتم بالتالي الاعتناء به رواية ودراية في فترة مبكرة من تاريخ الإسلام.

    وقال إنه فور اتساع النشاط العلمي، أوتي حظا أوفر من تلك العناية، فكثر المشتغلون به من الأئمة، وألفت فيه مؤلفات هامة، غير أن كتاب الجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري أولي من العناية لدى المسلمين في كافة الأصقاع ما لم يول لغيره، بيد أن تلك العناية عرفت في بلاد الغرب الإسلامي أوجها لم تعرفها في باقي البلدان الإسلامية الأخرى بتخصيصه موسما احتفاليا سنويا مهيبا يحضره الشيوخ وعلية القوم ويؤمه طلاب العلم وعامة الناس من كل حدب وصوب.

    وذكر المحاضر بأن تلك المواسم أخذت صبغتها الرسمية في تونس على عهد الدولة الحفصية، وفي المغرب الأقصى على عهد الدولة الوطاسية، ذلك أن أول عالم قام بهذا العمل في العهد الوطاسي، هو الإمام الشهير محمد بن أحمد ابن غازي العثماني المكناسي المتوفى بمدينة فاس سنة 919 ه ، الذي كان يتولى سرد صحيح البخاري بنفسه في شهر رمضان من كل سنة حينما سكن بمدينة فاس ثم استمرت تلك السنة في عهد الدولة السعدية التي كان سلطانها العالم أبو العباس المنصور الذهبي السعدي، يتولى قراءة صحيح البخاري بنفسه، ويفسح المجال للعلماء في البحث والمناقشة.

    وأضاف المحاضر أن ملوك الدولة العلوية ساروا على نهج الدولتين الوطاسية والسعدية ولا زالت هذه السنة الحميدة قائمة حتى اليوم، لكنها عرفت تطورا جديدا بفضل الدروس الحسنية الرمضانية التي كانت تلقى في أول الأمر في حضرة جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه ومن بعده في حضرة وارث سره أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس.

    وذكر حماه الله ولد ميابي أن هذا التقليد عرف في مدن الساحل الإفريقي وبلاد شنقيط منذ القرن السادس الهجري تقريبا مع مجيء طلاب القاضي عياض ولا زال مستمرا ببعضها حتى اليوم، مشيرا إلى الاختلاف في الزمن الخاص بهذا الموسم، بحيث هناك من يخصص له شهري رجب وشعبان، وهذا هو الغالب في معظم مدن المغرب والجزائر والساحل وبلاد شنقيط، ويضيف إليهما بعضهم شهر رمضان، وفي بعض المدن الأخرى لا يقرأ إلا في شهر رمضان فقط، كما هو الشائع في تونس. كما اختلف في الوقت المخصص له أيضا، فبعضهم يبدأه بعد صلاة الصبح، وبعضهم خلال وقت الضحى والبعض الآخر بعد صلاة الظهر.

    وأشار المحاضر إلى أن يوم بدء قراءة الصحيح ويوم ختمه يعتبران يومي احتفال كبير في أغلب هذه المدن، فيما يقتصر الاحتفال في بعضها على يوم الختم فقط، ويتمثل ذلك في إقامة حفل بهيج يحضره العلماء والوجهاء وجماهير غفيرة من عامة الناس الذين يتزينون بالملابس الجديدة كما هو الحال في الأعياد الأخرى، وتلقى القصائد للتنويه بالفقيه الذي تولى الختم، وبكتاب البخاري المختوم، ويحمل هذا الفقيه في بعض المدن على الأكتاف في موكب ضخم إلى داره وتقدم إليه بعض الهدايا.

    وذكر بأن المغاربة تنافسوا في وقف أملاك وعقارات ومخطوطات من نسخ البخاري وشروحه على كرسي سرد البخاري بأغلب المدن، واشتروا نسخ البخاري وشروحه بأثمان باهظة، مشيرا إلى أنه توجد ضمن الأوقاف المحبسة على قراءة صحيح البخاري بمسجد جامع النجارين بمدينة مكناس، نسخة خطية، كان المولى سليمان يعتمدها في قراءته للصحيح، وهي تقع في أربعة أجزاء، من الحجم الكبير، حبستها فطومة بنت أحمد العبدي على المسجد المذكور، بينما العقارات المحبسة لا تعد ولا تحصى.د/شبط أ

    ================

    جيش عبيد البخاري الذي اسسه المولى اسماعيل في المغرب

    سبب تسمية هذا الجيش بعبيد البخاري، حسب الناصري، أن السلطان ومعه الفقهاء، جمع الجنود وأحضر نسخة من كتاب صحيح البخاري وقال لهم:
    «أنا وأنتم عبيد لسنة رسول الله وشرعه المجموع في هذا الكتاب، فكل ما أمر به نفعله وكل ما نهى عنه نتركه وعليه نقاتل.»
    واستحلفوا ضباط الجيش وجنوده على صحيح الإمام البخاري حتى عرف الجيش كله بجيش البخاري ودعي أفراده «بالبواخر». وأمرهم بالاحتفاظ بتلك النسخة وأمرهم أن يحملوها حال ركوبهم ويقدموها أمام حروبهم كتابوت بني إسرائيل. ظل ذلك التابوت المحتوي نسخة البخاري المزين بالحلل يحمل في محفة على فرس كامل الأدوات يسير في الموكب السلطاني في الأسفار والرحلات، محوطا بـ"العلم النبوي" الذي يحمله الملوك في أسفارهم وبأعلام جيش البخاري كحراس له. وكان ينشر وسط الجنود البخاريين ثقافة البطولة والفروسية، حيث جلب العديد من الخطاطين لنسخ سيرة سيف بن ذي يزن والظاهر بيبرس.
    وكان أهل الحديث يأمرون بربط نسخ صغيرة من صحيح البخاري مع الأعلام التي ترفع على سفن الأسطول، ويضعون نسخا منه في أحسن قباب القصور فتعظم تلك القبة وتقدس وتدعى قبة سيدي البخاري.[16]
    ^ بيعة علماء الحديث : للسلطان مولاي الحسن الأول تاريخ الولوج 6 يناير 2014

    =============

    الي هذا اليوم تعقد مجالس قراءة وسماع البخاري

    الكويت

    قطاع المساجد يعقد مجلس قراءة وسماع وشرح الجزء الثالث من «صحيح البخاري»

    الخميس 27 فبراير 2014 - الأنباء

    قطاع المساجد يعقد مجلس قراءة وسماع وشرح الجزء الثالث من صحيح البخاري
    ?أنور الحمد ?

    قال مدير مكتب الشؤون الفنية بقطاع المساجد أنور الحمد إن المكتب بصدد عقد المجلس رقم 21 برعاية وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية د.نايف العجمي، ويأتي هذا المجلس ضمن سلسلة مجالس قراءة وسماع الصحاح والسنن والمسانيد، والذي سيخصص هذه المرة لقراءة وسماع وشرح الجزء الثالث والأخير من «صحيح البخاري»، بالإسناد المتصل إلى الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، على الشيخين الفاضلين:العلامة المسند الشيخ محمد إسرائيل الندوي (من الهند). والعلامة د.سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز الحميد (من السعودية).
    وأضاف أنه في نهاية المجلس، سيمنح الحضور شهادات بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
    وأوضح الحمد أنه تقرر بدء التسجيل للراغبين في المشاركة ابتداء من الأحد 2/3/2014 وحتى الثلاثاء الموافق 18/3/2014 ولفت إلى أن فعاليات المجلس من المقرر إقامتها خلال الفترة من السبت 22/3/2014 وحتى الجمعة 28/3/2014، من الـ 4 عصرا وحتى 10:30 مساء بالقاعة الكبرى بمبنى تدريب الأئمة والمؤذنين ـ قطاع المساجد ـ بالرقعي.



    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق