الجمعة، 2 ديسمبر 2016

المولد النبوي سبب لافتتاح مدرسة تعلم ابناء الكويت


( المدرسة المباركية ) صفحة مشرقة فى تاريخ الكويت




المدرسة المباركية علامة فارقة فى تاريخ الكويت , لم تكن مجرد مدرسة نظامية فحسب بل كانت شاهد على بداية عهد جديد من الثورة المعرفية والعلم فى بناء الوطن وكانت دلالة على حرص الاهالى على الارتقاء وتنمية مدارك ابنائهم فى تلك الحقبة الصعبة من مرحلة الكويت كما انها دلالة عظيمة على حب الكويتيين للعمل الخيري والتطوعي حيث انشات هذة المدرسة من تبرعات الاهالى واجتهاداتهم الخاصة ..

والمباركية التى افتتحت في 22 ديسمبر 1911 سميت تيمنا بحاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح وحضر افتتاحها في يوم مشهود ابنه الشيخ سالم المبارك مع رجالات الكويت ومثقوها ومشايخها في حفل رسمي شهد القاء الاشعار والخطب الحماسية ليكون افتتاحها المبهج باكورة التعليم النظامى في الكويت ويرجع الفضل في انشاء هذة المدرسة الى ثلة طيبة من اهالى الكويت ابرزهم صاحب الفكرة السيد الفاضل ياسين الطبطبائي والشيخ يوسف بن عيسى القناعي والشيخ ناصر المبارك الصباح والفاضلين جاسم وعبدالرحمن الابراهيم وهم من كبار المتبرعين لانشاء المدرسة وال الخالد الكرام بالاضافة الى مجموعة من كبار التجار واهل الكويت ممن تبرعوا بالمال والدعم لانشاء هذة المدرسة ..
واترك لكم شيخ الكويت وعالمها يوسف بن عيسى القناعى يروي بنفسه قصة انشاء هذة المدرسة من حين بزوغ الفكرة وحتى قيامها على ارض الواقع فيقول رحمه الله
*********


( كان الشيخ محمد بن جنيدل يقرأ البرزنجي في محلنا وكان المجلس محتشداً بالمستمعين، فلما انتهى المولد قام المرحوم السيد ياسين طباطبائي وألقى كلمة خلاصتها: "ليس القصد من مولد النبي تلاوة المولد وإنما القصد الاقتداء بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الأعمال الجليلة. ولا يمكننا الاقتداء به إلا بعد العلم بسيرته. والعلم لا يأتيكم اليوم إلا بفتح المدارس المفيدة، وإنقاذ الأمة من الجهل". وبعد ما انتهى كلامه تدبرته فإذا هو الحق فأخذت أفكر في الوسيلة التي يكون بها فتح مدرسة علمية. فرأيت أن أكتب مقالاً أبين فيه فضل العلم والتعلم، ومضرات الجهل وقيمة التعاون على هذا المشروع فكتبت هذا المقال وابتدأت بالتبرع لهذا المشروع بمبلغ 50 روبية، ليست في ملكي حينئذ وإنما دفعتها بعد أن يسرها الله لي، ثم ذهبت إلى المرحوم سالم بن مبارك الصباح وتلوت عليه المقال، فأجابني بأنه لا يمكن أن يقوم بهذا الأمر إلا الحاكم وكان الحكم حينئذ بيد والده مبارك. وخرجت منه قاصداً محل شملان بن علي بن سيف ولم أجد هناك إلا إبراهيم بن مضف فتكلمت معه عن المشروع فتبرع بمائة روبية، وبعد هنيهة جاء شملان وأخبرته فحبذ هذا العمل ولكنه لم يظهر لي غايته ولم يكتب شيئاً، فخرجت من محله منكسف البال، لأنه الصديق الحميم الذي يسمع كلامي ولا يخالفني في شيء. ولكنه حين قيامه من محله ذهب إلى دكان أولاد خالد الخضير، وأخبرهم بالخبر فاستبشروا به وتبرعوا بخمسة آلاف روبيةوتبرع شملان بمثلها، وطلبوا من إبراهيم بن مضفالزيادة فتبرع بخمسمائة روبية. ثم خاطبوا هلال المطيري فتبرع بخمسة آلاف روبية، ثم جرى الاكتتاب فحصل من بقية أهل الكويت 12500 روبية ثم كتبآل خالد وناصر المبارك وشملان وهلال إلى قاسم وعبدالرحمن آل إبراهيم فتبرع قاسم بثلاثين ألف روبية وتبرع عبدالرحمن بعشرين ألفاً فصار مجموع رأس مال المدرسة 77500 روبية، وتبرع أيضاً أولاد خالد الخضير ببيت كبير للمدرسة. وعينت لمباشرة البناء، واشترينا بيت سليمان العنزي. وبيتاً آخر بقيمة زهيدة. وحصل بيت وقف خرب تحت إشراف آل خالد أدخلناه في المدرسة وتعهدت المعارف بدفع قيمة أضحيتين بحسب نص الموقف كل سنة، فصار مجموع قيمة البيوت التي ألحقت في بيت خالد 4000 روبية وشرعنا في البناء سنة 1329هجرية وانتهى في رمضان من هذه السنة وبلغ مجموع ما صرف على البناء والأبواب والأخشاب نحوه 16000 روبية، وفتحت المدرسة للتدريس أول المحرم سنة 1330هجرية وعينت ناظراً لها والمدير السيد عمر عاصم ) انتهى من تاريخ الكويت للشيخ نفسه


*******
وفى طور احتفال الدولة بذكرى مرور 100 عام على انشاء المدرسة المباركية اصدر الباحث الكويتى بدر عبدالله الزوير كتابه الممتع عن المدرسة المباركية ليكون ارشيفا حيا ومتحفا مكتوبا للمدرسة المباركية والتى تعتبر بحق مفخرة التعليم فى الكويت والخليج العربي في القرن الماضى ..












الكتاب الشيق ( المدرسة المباركية ) قسمه الباحث الى عدة فصول وهى التعليم الاهلى قبل المباركية او ما يعرف باسم الكتاتيب ثم فكرة انشاء وبناء المدرسة المباركية ثم تحدث عن مناهجها التعليمية واهم المحطات التاريخية التى مرت بها ثم ذكر الباحث فصلا كاملا عن الانشطة المدرسية والمناسبات العامة التى اقيمت فيها كالانشطة المسرحية والفنية والثقافية والاجتماعية بالاضافة الى الندوات والاحتفالات العامة وخصص الباحث فصلا كاملا لاسماء اعضاء مجلس المعارف ومدرائها ثم ذكر في الفصل الاخير اسماء نظار ومدراء المدرسة مع ارفاق نبذة موجزة عنهم حسبما توفر من معلومات للمدرسين الكويتيين والعرب الذين خدموا التعليم فى الكويت فى مسيرة المباركية , كما لم يفت الباحث ان يذكر اسماء طلاب المدرسة المباركية على مدى سنوات عديدة ..
الكتاب جميل وممتع من الحجم المتوسط ويقع في 500 صفحة تقريبا واعتمد فيه الباحث على عشرات المراجع المختلفة ويتضمن العديد من الصور التاريخية والوثائق المدرسية والتعليمية المميزة ويذكر احداثا هامة في مسيرة التعليم فى المباركية خصوصا وفي الكويت عموما ويعتبر بحق اضافة جميلة فى توثيق تاريخ الكويت الحبيبة وهو متوفر في مكتبة العجيري ومكتبة مركز المخطوطات والوثائق بالجابرية ,,,

http://waleedalghanim.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق