السبت، 3 ديسمبر 2016

حقيقة ( مصحف فاطمة ) والآيات المحذوفة من القرآن عند ( الشيعة )




الخميس, 22 تشرين1/أكتوير 2009 
أحمد لاشين 


هل هناك من يشكك في القرآن؟؟

تمهل قبل أن تُجيب،فلابد وأن يسبق هذا السؤال سؤال،وهو لما يشكك أحدهم في القرآن؟،فمن الممكن أن نسمع هذا الكلام من بعض المتطرفين في الديانات الأخرى،وهذا منطقي في سياق الديانات وتتابعها فكل أتباع دين يرفضون ما يسبقه وما يليه،ولكن هل يرد ذلك على لسان بعض المسلمين!،حقيقة قد تم ذلك بالفعل،ولكنه للأسف إدعاء قد تم بدون دراسة علمية أو متابعة دقيقة لمراحل تدوين القرآن مثلاً،ولكن كلها أفكار قامت على نواحي سياسية وأهواء اعتقادية،والقضية لا تخص الشيعة منفردين، فبعض الفرق المتشددة من الخوارج (وهم الفرقة التي خرجت على علي بن أبي طالب في أزمة التحكيم وتفرعت لفرق وطوائف داخلية) نتيجة لاعتبارات سياسية وأخلاقية متشددة يرفضون سورة يوسف مثلاُ بوصفها تتحدث في بعض جوانبها عن الرغبة والحب في قصة يوسف وإمرأة فرعون ،زاعمين الخطأ في تدوين النص القرآني.وهناك كتاب المصاحف للسيجستاني الذي يورد لنا مراحل تدوين القرآن منذ عهد أبي بكر ثم التدوين الثاني في عهد عثمان،ويؤكد أن القرآن قد دون أكثر من مرة بعد ذلك،ذاكراً العديد من أسماء الصحابة والتابعين أعادوا كتابة القرآن ولم يعتمدوا على مصحف عثمان فقط،مروراً بمرحلة تنقيط وتشكيل المصحف في عهد الدولة الأموية،ورغم ما يغلب على هذا الكتاب من بحثية وعلمية،إلا أنه يعتمد على العديد من الروايات المشكوك فيها،وفي النهاية فإن هناك وعد إلهي بحفظ القرأن :( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).

وللشيعة النصيب الأوفر من هذه الأزمة،فرغم أن السائر في مدن إيران مثلاً لا يمكنه إلا أن يسمع القرآن يتلى بصوت الشيخ محمد رفعت،أو عبد الباسط،أو غيرهما من القراء المصريين والمصريين فقط،فهم لا يحتفون بقراء الخليج أو السعودية مطلقاً،ولكن هذا لم يمنع تسرب بعض الأفكار المنحرفة التي احتوتها كتب التشيع التراثية مثل (الكافي أو بحار الانوار وأخرهم كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب،و غيرهم الكثير) ما يؤكد أن القرآن تم تحريفه منذ العهد الأول للتدوين في عهد أبي بكر وعمر وعثمان،وأنه قد تم إزالة العديد من الآيات والسور التي تؤكد على ولاية علي وأحقيته بالخلافة،أي أن القضية سياسية هي التي حكمت هذا الادعاء،الخلاف الذي توهمه الشيعة بين علي والخلفاء الراشدين،وموقفهم من الصحابة،ـ تناولت تلك الفكرة في مقالة سابقة نشرت في جريدة الفجر بعنوان لماذا يسب الشيعة الصحابة ـ

رغم ما يشوب هذا الفكرة من تشويه لعمق الإسلام على كل مذاهبه السنية والشيعية،ولكني ٍسأحاول طرحها حرصاً على تنقية أصول عقائدنا من بعض ما يشوبها ومناقشتها بأسلوب هادئ حتى لو صدم ذلك وعينا الديني والإيماني،فكل فريق يعتقد أنه الحق،فكما ينفي الشيعة كتب الأحاديث السنية ويعتمدون على الأحاديث ذات السند الممتد لآل البيت،فإنهم يشككون في جمع القرآن وتدوينه وليس القرآن في ذاته.

أهم قضيتين في هذا الشأن هما: 
مصحف فاطمة،والآيات المحذوفة من القرآن،أما ما يخص مصحف فاطمة فهذا الأمر قد شابه العديد من التساؤلات،أهمها أن مصحف فاطمة هذا هو قرآن الشيعة،ولكن الأمر على خلاف ذلك،فكتب التشيع تحكي أنه بعد وفاة الرسول،عاشت السيدة فاطمة في كرب وهم فنزل لها جبريل وعدد من الملائكة يعزوها ويسروا عنها فأخبرت فاطمة علي بما يحدث،فدون علي كل ما كان يقوله لها جبريل في كتاب،يجتوي حسب زعمهم كل أسس العقيدة وأسماء كل شيعة آل البيت وما سيحدث في المستقبل لهم،فهو ليس بقرآن اكثر منه مجرد كلام لجبريل عن لسان فاطمة.وتم تدوين هذا الكلام في صحف وكل ما صُحِفّ هو مصحف ـ كما يعللون ـ والغريب في الأمر أنه لا وجود لهذا المصحف في كتب التشيع،فيقال أنه كان محفوظاً لدى الأئمة وصولاً للإمام الغائب،المهدي المنتظر ولدى عودته فسوف يظهر هذا الكتاب.والشيعة ينفون تماماً العلاقو بين الوحي والنبوة أو بين الحديث مع الملائكة والنبوة،فالسيدة مريم مثلاً كانت تحدثها الملائكة ولم تكن نبية،كما أنهم يحتجون ببعض ما ورد من مغلاة مضادة في كتب السنة الخاصة بعمر بن الخطاب مثلاُ كما ورد في البخاري أنه كان من المحدثين أي من الملهمين والمتحدثين مع الملائكة والعالم الاخر،حتى روي أن الشيطان كان يخاف من ظلة،فما بالك بآل البيت النبوة كما يزعمون.

ودعنا من هذا الأمر ولكني أردت الإشارة له فقط فالأخطر لم يأتي بعد،يقول بعض الشيعة بتحريف القرآن كما أشرنا أي تحريف تدوينه من قبل الصحابة،فيرون أن أبا بكر قد سارع بتدوينه بإيعاز من عمر بن الخطاب كرد فعل على تدوين علي للقرآن،فلقد ورد أن علي بعد موت النبي تفرغ لتدوين للقرآن في فترة عدم مبايعته لأبي بكر كما يزعمون،وأنه أمضى في هذه المرحلة في رواية ستة أشهر وفي رواية ثلاثة أيام وهي الأيام التي وردت تاريخياً بإنشغال علي في تكفين ودفن الرسول،ورغم ما نعلم من تردد وتخوف أبا بكر الإقدام على هذا الفعل لأنه لم يأمر به الرسول،إلا أنه فعله حرصاً على عدم ضياعه،إلا أن السياق الشيعي يرى عكس ذلك،فالنبي قد أمر علياً بذلك قبل موته وبدأ بذلك وأتمه بالفعل،فخاف أبو بكر من الآيات والسور التي يراها الشيعة تدعوا لأحقية علي بالخلافة فسارع بكتابة القرآن وقام بحذف ما يشير إلى علي وآل البيت.ومن ضمن ما خُذف من وجهة نظرهم،مثلاً في الآية (123 سورة آل عمران) (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فأتقوا الله لعلكم تشكرون) يزعومون أنه يرد (بسيف علي )بعد الآية.وكذلك في نفس السورة (آية 110)(كنتم خير أمة أخرجت للناس) قتُقرأ على القراءة الشيعية (كنتم خير أئمة اخرجت للناس)،ويؤكدون ان هناك ما يزيد عن خمسمائة موضع تم تحريفه لصالح الخلفاء ضد الأئمة.ولا بمكن الحزم على وجهة التحديد متى أول مرة تمت الإشارة فيها لهذه الأمور في كتب التشيع،ولكن الأغلب في القرن الرابع والخامس الهجري،وذلك الوارد في تاريخ تدوين الكتب ولكنها زادت إنتشاراً في القرن التاسع الهجري مع كتابات محمد باقر المجلسي مؤلف بحار الانوار وغيره،ولكن من المؤكد ان هذه القضية مثارة من قبل ذلك بكثير.المهم أن أبا بكر قد حرُف القرآن ضد علي،بالطيع فكرة غاية في الخرافة،ولكن أين مصحف علي؟؟!فهو الأخر ليس له وجود،ولكن الشيعة يجيبون أن مصحف علي والقرآن بصيغته الأصلية قد توارثها الأئمة كذلك،حتى المهدي فأختفى المصحف معه ليعود معه ويلغي المصحف العثماني المتعارف عليه الأن.ويوزع الطبعة الجديدة من القرآن التي لا يعلمها إلا هو،إذاً لماذا يعتبر الشيعة المصحف العثماني بوصفه هو القرآن ؟؟؟،الإجابة واضحة،فلا يوجد حل بديل،أي أن اعتماد القرآن الحالي مؤقتاً فقط لحين ظهور القرآن الحقيقي،الذي يؤكد أحقية آل البيت،وأتباعهم الشيعة في هذا أمر الأمة.وهذا أمر لا يقبله صحيح عقل أو اعتقاد ،فأي دين منتظر هذا!!

الأهم أنه يرد في بعض كتب التشيع حديث عن سورتين تم حذفهما من المصحف العثماني وهما (سورة الولاية وسورة النورين) ولكن لم يرد لهما ذكر كامل إلا في بعض الكتب الفارسية المشكوك في نسبتها أو حقيقيتها من الأساس،فأول ذكر لهما في كناب (دبستان مذاهب) وهو كتاب يتحدث عن الملل والمذاهب الإسلامية،مؤلف في الهند بالفارسية،ويذكر فيه حديث بعض فرق الشيعة عن قرآن أخر يرد في هاتين السورتين،والكتاب يجمع ما يرد في أفواه الناس فكأنه يتحدث عن دين شعبي وليس رسمي أو حقيقي،وتم نقل السورتين في العديد من الكتب التي تتحدث عن التشيع باحثة فيه أو ناقمة عليه وأخرها كتاب رب الأرباب الشيعي،وسنورد بعض الجمل من هذه السور لنرى متى ركاكتها مقارنة بالقرآن وعدم منطقيتها.فمثلاً يرد في سورة النورين ( يا أيها اللذين آمنوا آمِنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذراكم عذاب يوم عظيم، نوران بعضهما من بعض وإنّا لسميع عليم،....يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعلمون..وإنّ علياً لمن المتقين،وإنا لنوفيه أجره يوم الدين،وما نحن عنه بغافلين،وكرمناه على أهلك أجمعين،فإنه وذرتيه لصابرون،وإن عدوهم إمام المجرمين..إنّا بشرناك بذريته صالحين،وإنهم لأمرنا لا يخلون) السورة المزعومة تتحدث بشكل صريح عن ولاية علية والأئمة من بعده،والمقصود بالنوران هما النبي وعلي فبعضهما من بعض،أي كأنها تصريح بخلافة علي القرآنية بشكل مباشر،فالتاريخ السياسي أو رؤية الشيعة للسياسية جعلتهم على المستوى الشعبي على الأقل يقعون في هوى اعتقاد نقص القرآن ،أما بعض ما يرد في سورة الولاية فهي : (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي والولي اللذين بعثناهما يهديانكم الى صراط مستقيم نبي وولي بعضهما من بعض ، وأنا العليم الخبير.... فسبح بحمد ربك وعلي من الشاهدين ) وهاذين النصين يرد منها مقتطفات كذلك في كتاب تذكرة الأئمة للمجلسي.وحقيقة الأمر لا يمكن إخفاء صحة نسب هذا الكلام للتشيع،ولكني أعتبره كما أعتبره الكثير من الباحثين قبلي فكر شعبي ترسخ في الوعي الجمعي الشيعي،ليصبح معتقداً بعد ذلك وإن لم يعبر عن ذلك صراحة في الخطاب الشيعي المعتدل،كما أنه يناقض فكرة القرآن المنتظر مع المهدي والمحفوظ لدى الأئمة على مدار التاريخ.

فهل أجبنا على التساؤل الذي طرحناه منذ البداية؟؟!،

أم بدأنا في سلسلة من الأسئلة الجديدة،فما أشرنا له لم يهدف الذم أو القدح في معتقدات الأخرين،أكثر من أن نشير إلى أن تدخل الدين في السياسة في أي مرحلة تاريخية قد يؤدي إلى فساد الدين وكذب السياسة بما يتوافق مع الدين كما يراه كل حزب أو جماعة أو مذهب. 
ahmedlashin@hotmail.co.uk

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق