الخميس، 8 ديسمبر 2016

السود والسمر في الأنبياء وآل البيت والصحابة والتابعين


07-04-2009,

 سودانيزاونلاين

كمال حامد

معاني الوان البشر عند العرب القدماء:

وحتى نتعرف على معاني بعض الكلمات التي قد تبدو غريبة في سياق هذا البحث , نستعرض أولا ألوان البشرة عند العرب ، ماذا كانت تعني؟

ماذا كان يعني عند العرب أن يقال : أسود ، أحمر ، أبيض ، أسمر ، أدلم ، آدم ، أسحم أو أسمر ؟

قال صلى الله عليه وسلم: (بعثت إلى الأحمر والأسود)

قيل:السود العرب لأن الغالب على ألوانهم الأدمة فهم من السود، والحمر العجم،

وقيل البيض والسود من الأمم،

وقيل الحمر الإنس والسود الجن

والحمراء، في خطاب أهل الحجاز: هي البيضاء بشقرة، وهذا نادر فيهم، ومنه في الحديث: " رجل أحمر كأنه من الموالي " يريد القائل أنه في لون الموالي الذين سبوا من نصارى الشام والروم والعجم.

أما البياض :فقد كانت العرب إذا قالت: فلان أبيض، فإنهم يريدون الحنطي اللون بحلية سوداء، أي لم يكن المقصودا بياضا كبياض الأوروبيين الإسكندنافيين على سبيل المثال.

الأسمر أو الآدم :قال في سير أعلام النبلاء :إن كان في لون أهل الهند، قالوا: أسمر وآدم، وإن كان في سواد التكرور، قالوا: أسود، وكذا كل من غلب عليه السواد قالوا: أسود، أو شديد الأدمة.

ويلاحظ أن التكارير كانوا معروفين منذ ذلك الزمن ، وهم أهل شمال نيجريا والنيجر حاليا ، والوصف السائد عليهم اليوم : تكارين ، ومفردها تكروني ، وهي كلمة متداولة في الحجاز حتى اليوم

اللون الأخضر:

والخضرة: أحد الألوان بين البياض والسواد، وهو إلى السواد أقرب، ولهذا سمي الأسود أخضر (مفردات ألفاظ القرآن) والعرب تقول لكل أخضرٍ هو اسود. ومنه سواد العراق لكثرة نخيله (تيسير التفسير للقطان)

وقال الراغب: الخضرة احد الألوان بين البياض والسواد وهو إلى السواد اقرب ولهذا يسمى الأسود اخضر(تفسير الحقي)

قال الشاعر (وهو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب)

وَأَنَا الأخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُنِي ... أخْضَرُ الجِلْدَةِ فِي بَيْتِ العَرَبْ

والخُضْرة: لون بين البياض والسّواد

والخضرة في أَلوان الإِبل والخيل: غُبْرة تخالطها دُهْمة، وفى أَلوان النَّاس: السمرة.

وربما سموا الأَسود أَخضر، ويسمَّى الليل أَخضر لسواده.(بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب)

ويقال بحر أخضر وكتيبة خضراء ( كما في فتح مكة):لسوادهما ولسواد الحديد في أحدهما وخضرة الحديد سواده (تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم)

وفي كتاب شرح تنقيح الفصول:الفرق بين الضِّدَّيْن والنقيضين أن الضدَّيْن وصفان وجوديان يتعاقبان موضعاً واحداً يستحيل اجتماعهما، ولكن قد يرتفعان ، كالسواد والبياض لا يجتمعان في مكانٍ واحدٍ لكن يمكن أن يكون الشيء لا أسود ولا أبيض بل أخضر مثلاً .

هكذا يعلم من يقرأ هذه النصوص أن وصف السودانيين للرجل الشديد السمرة بأنه أخضر أو أخدر هو وصف عربي سليم ولم نجد على كثرة من خالطنا من العرب من لم يزل يستعمل هذه الصفة للدلالة على لون البشرة ، وما أخطأ الشاعر السوداني الشعبي قيد أنملة وهو ينشد قائلا : خداري البي حالي ما هو داري !

الأدلم : الأسود

الدلمة : سواد مع طول ، وسنعلم لاحقا أهمية معرفة معاني هذه الكلمات.

الانبياء السمر و السود:

هاجر زوج اسماعيل:

وقبل أن نبدأ حديثنا عن الأنبياء في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى ، نرى من المناسب أن نبدأ بإمرأة فريدة في التاريخ :هاجر أم نبي الله إسماعيل : زوجة نبي هو إبرهيم الخليل ، وأم نبي هو إسماعيل ، وجدة النبي الخاتم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

في السيرة النبوية لابن هشام : وَصَاةُ الرّسُولِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِأَهْلِ مِصْرَ وَسَبَبُ ذَلِكَ : قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : حَدّثَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ قَالَ: اللّهَ اللّهَ فِي أَهْلِ الذّمّةِ ، أَهْلِ الْمَدَرَةِ السّوْدَاءِ السّحْمِ الْجِعَادِ فَإِنّ لَهُمْ نَسَبًا وَصِهْرًا

قوم هاجر سحم جعاد:

قَالَ عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ : نَسَبُهُمْ أَنّ أُمّ إسْمَاعِيلَ النّبِيّ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - مِنْهُمْ .

وفي تأمل هذا النص نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وصف قوم هاجر أم إسماعيل بن إبراهيم الخليل بالسحم الجعاد ، فماذا تعني هاتين الكلمتين ؟ السحم والجعاد؟

المعنى نجده في لسان العرب :

سحم: السَّحَمُ والسُّحام والسُّحْمَةُ: السواد،

وقال الليث:السّحْمَةُ سواد كلون الغراب الأَسْحَمِ، وكل أَسود أَسْحَمُ.

وفي حديث الملاعنة:إِن جاءت به أَسْحَمَ أَحْتَمَ؛ هو الأَسود.

وفي حديث أَبي ذرّ: وعنده امرأَة سَحْماء أَي سوداء

الجعاد ومفردها :جعد ، ويقال جعد الشعر

وفي لسان العرب : جعد: الجعد من الشعر: خلاف السبط، وقيل هو القصير؛ عن كراع. شعر جعْد:

بَيِّنُ الجُعودة، جَعُد جُعُودة وجَعادة وتَجَعَّد وجَعَّده صاحبه تجعيداً، ورجل جعد الشعر: من الجعودة، والأُنثى جعْدة، وجمعهما جعاد ، وعكسها سبط الشعر ، أي سبيبي كما نقول اليوم في دارجتنا السودانية.

وفي قصة الملاعنة المشهورة في السيرة النبوية بين عويمر وامرأته قال عويمر: يا رسول الله أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك قرآناً فاذهب فأت بها.

قال سهل : فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغا من تلاعنهما قال عويمر : كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها فطلقها ثلاثاً قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مالك قال ابن شهاب فكانت تلك سنة المتلاعنين »)) أخرجاه في الصحيحين.

وزاد في رواية :ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « انظروا إن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين خدلج الساقين فلا أحسب عويمراً إلا وقد صدق عليها ، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أحسب عويمراً إلا قد كذب عليها »، فجاءت به على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر فكان بعد ينسب إلى أمه .

الأدعج :الشديد سواد العين مع سعتها

وقوله خدلج الساقين أي ممتلئ الساقين غليظهما

وقوله ، كأنه وحرة بفتح الحاء دويبة كالعظاءة تلصق بالأرض وأراد بها في الحديث المبالغة في قصره (تفسير الخازن)

وفي ختام هذه الحلقة نتساءل :هل يكون متجاوزا من يقرأ هذا النصوص فتتداعى إلى خياله صورة لتلك المرأة (سلام من الله عليها في الخالدين) سحماء جعدة في ذلك الزمن الغابر تسعى بين الصفا والمروة مجاهدة للحصول على الماء لرضيعها ؟ ذلك السعي الذي سيخلده بعد عشرات القرون تنزيل من حكيم حميد ، وليكون ذلك السعي المجيد ممن يجوز جدا أنها كانت سحماء جعدة ، منسكا من مناسك الحج والعمرة يؤديه جميع المؤمنين إلى يوم الدين ؟ (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) البقرة -157)

السود والسمر من الأنبياء والرسل:

نبدأ بالأنبياء وذلك من خلال ما سنورده من نصوص تفيد بأن بشرة بعضهم لم تكن بيضاء ، بل كانت داكنة اللون أيا كانت درجة هذه الدكانة.

آدم أب البشر:

قيل سمى بذلك لكون جسده من أديم الأرض، وقيل لسمرة في لونه، يقال رجل آدم نحو أسمر، وقيل سمى بذلك لكونه من عناصر مختلفة وقوى متفرقة.

نبي الله نوح:

قال وهب: إن نوحاً أوّل نبي نبأه الله بعد إدريس، وكان نجاراً. وكان إلى الأدمة دقيق الوجه، في رأسه طول عظيم العينين، غليظ الفصوص (الأنساب للصحاري)

نبي الله هود:

نقل الهمداني حكاية عن رجل من حضرموت سأله علي بن أبي طالب عن قبر هود، فقص عليه أنه كان يسير في وادي الأحقاف مع جماعة، فدخلوا أحد الكهوف، فوجدوا فيه رجلا على سرير، شديد السمرة، طويل الوجه، قد يبس جسده، وإذا مس فهو صلب لا يتغير، وعند رأسه كتابة بالعربية: " أنا هود، آمنت بالله وأسفت على عاد وكفرها، وما كان لأمر الله من مرد " (الأعلام للزركلي)

نبي الله موسى بن عمران:

وهو أشهر أنبياء بني إسرائيل ، كان أسمرا شديد السمرة : فقد أخرج البخارى عن عبد الله بن عمر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأما موسى فآدم جثيم سبط كأنه من رجال الزط " وعنى صلى الله عليه وسلم بالزط جنسا من السودان والهنود طوال القامة سود اللون ( قال ابن الأثير في النهاية: الزط قوم من السودان والهنود، وكأنّ وجوههم المكاكي، يقرعون في دفوفهم كما تقرع النسوة في دفوفها )

وقد نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعت الأنبياء كما رآهم في الإسراء والمعراج، فرأى موسى آدما ضربا طوالا كأنه من رجال شنوءة (الروح في وصف رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء ليلة الإسراء والمعراج) ، والمعلوم أن أزد شنوءة قوم من اليمن ، وهذا يفيد أن اللون الأسود والقامة الطويلة كانت من الصفات الموجودة في اليمن مهد العروبة.

وفي رواية أخرى : و أما موسى فرجل أشعر شديد الأدمة .

والروايات في أدمة أو سواد لون موسى عليه السلام أكثر من أن تحصى ، فلونه ربما يكون أكثر سوادا من لون يهود الفلاشا الأحباش الذين اجتهدت إسرائيل في تهجيرهم إليها وهناك عانوا ما عانوا بسبب لونهم البني الغامق ، ولو أتاهم موسى بن عمران بلونه الأسود وشعره الأجعد لتبرئوا منه والله أعلم.

المسيح عيسى بن مريم:

نجد نصا يفيد سمرة لونه وهو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم : وَحَدَّثَنِى عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « أَرَانِى اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلاً آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ قَدْ رَجَّلَهَا فَهِىَ تَقْطُرُ مَاءً مُتَّكِئاً عَلَى رَجُلَيْنِ - أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ - يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا قِيلَ هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ثُمَّ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أَعْوَرِ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا فَقِيلَ لِى هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ » . والآدم كما ذكرنا معناها أسمر اللون .

لقمان الحكيم:

عن سعيد بن المسيب قال: كان لقمان من سودان مصر ذو مشافر أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة .(البداية والنهاية).

وفي تفسير بن عبد السلام : (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) لقمان- 12

قاله عكرمة ، أو من سودان مصر ذو مشافر أعطاه الله تعالى الحكمة ومنعه النبوة ، أو كان عبداً حبشياً ، أو نوبياً قصيراً أفطس خياطاً بمصر ، أو راعياً ، أو نجاراً وكان فيما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام


وبعد أن تبين لنا أن اللون الأسود والقامة الطويلة والشعر الأجعد كانت معتادة وسائدة في عصور ما قبل الإسلام ، وتبين لنا خطل وسفه الرأي الذي ينفي أن الله تعالى قد أرسل أنبياءا سود البشرة ، وتبين لنا أيضا أن الجنس العربي من نسل نبي الله إسماعيل خليط جيني امتزجت فيه جينات أفريقية تحمل صفات اللون الأسحم والشعر الأجعد ، وهذه تمازجت بدورها مع جينات جرهمية قادمة من اليمن ، وليس لدينا حتى هذه اللحظة ما يؤكد أو ينفي أن هذه الجينات الجرهمية كانت تحمل صفة بياض البشرة ، خاصة وأن النصوص تفيد أن رجال أزد شنوءة اليمنيين كانوا سودا طوالا

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :

بعد أن وضعنا نصب أعيننا منذ الحلقة (2) كيف أن السيدة هاجر سلام الله عليها كانت من السحم الجعاد ، وأن العرب المستعربة من ذرية نبي الله إسماعيل بن إبراهيم الخليل حملوا تلك الجينات ، نقفز عبر القرون لنصل إلى مرحلة بعثة النبي الخاتم حفيد السيدة هاجر : محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ، لنبحر خلال النصوص العديدة المبثوثة في كتب السيرة والتاريخ وكتب الأحاديث ، لنستنتج من هذه النصوص كيف كان لون البشرة لبعض الصحابة المشهورين من السابقين في الإسلام أو من الذين كان لهم دور مؤثر في سير أحداث التاريخ.

و نقول إحقاقا للحق أن البعض منه هؤلاء الصحابة الأجلاء وردت فيه روايات متباينة ، لكنها وفي رأينا وإن كانت تشير إلى أن المعلومة المتداولة غير دقيقة أو أن الراوي قد عبر عن اللون بالصفة التي كانت مألوفة ومتعارفا عليها في زمانه ، فإن الإشارة إليهم وفي هذه الروايات بالسواد ما يؤكد أن السواد والسمرة الشديدة لم تكن شيئا منكرا لديهم بحيث يصير إطلاقها وصفا للون البشرة أمرا يثير الشك ويدل على كذب الراوي .
أبوبكر الصديق رضي الله عنه :

النص :حَدَّثَنَا الشافعي وعبد الأعلى بن حماد قالا حَدَّثَنَا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال وفدت إلى أبي بكر مع أبي فدخلنا عليه في مرضه الذي مات فيه فرأيته رجلا أسمر خفيف اللحم ورأيت امرأة بيضاء موشومة اليدين تذب عنه ( وهي زوجته أسماء بنت عميس وهي زوجة جعفر بن أبي طالب سابقا ثم بعد أبي بكر صارت زوجة لعلي بن أبي طالب)

عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

توجد العديد من الروايات التي تشير إلى أدمة لون عمر بن الخطاب أدمة تقرب من السواد: النص ( كان عمر طوالاً، أصلع، أقبل، شديد الأدمة، أعسر يسراً ) (تاريخ اليعقوبي)

وعلى الرغم من أن بعض المصادر التاريخية ذكرت أن عمر بن الخطاب كان أبيض اللون إلا أننا نجد نصوصا في بعض كتب الأحاديث المشهورة تفيد سواد لونه رضي الله عنه ، مثل هذا الحديث في مسند رقم 334 في مسند أحمد بن حنبل : (( حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عفان قثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن الأسود بن سريع قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله أني قد حمدت ربي عز و جل بمحامد ومدح وإياك قال هات ما حمدت به ربك عز و جل قال فجعلت أنشده قال فجاء رجل أدلم فاستأذن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اس اس قال فتكلم ساعة ثم خرج قال فجعلت أنشده قال ثم جاء فاستأذن فقال النبي صلى الله عليه و سلم اس اس ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا قال قلت يا رسول الله من هذا الذي استنصتني له قال هذا عمر بن الخطاب هذا رجل لا يحب الباطل )). (الأدْلم: الأسود- الدلمة :سواد مع طول )

و روى أهل العراق أنه كان آدم شديد الأدمة و لا يختلفوا أنه كان أعسر أيسر (البدء والتاريخ) ، إلا أن غالب الروايات التاريخية تشير لسواد لون عمر بن الخطاب رضي الله عنه والله أعلم ، وخاصة الرواية التي أوردناها من مسند أحمد بن حنبل ، ومعلوم عند أهل السير والتاريخ أن روايات كتب الأحاديث هي أوثق الروايات ، بل يعتمد عليها لحسم المختلف فيه ، إضافة إلى العديد من الروايات الأخرى التي تشير إلى وجود سواد اللون بكثرة في ذرية وأحفاد عمر بن الخطاب.

عثمان بن عفان رضي الله عنه:

كان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الوجه، رقيق البشرة، بوجهه أثر جدري، كبير اللحية، عظيمها، أسمر اللون، أصلع، عظيم الكراديس (دماء على قميص عثمان) ،

علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

وهو سنام أهل البيت لكنه نذكره مع أكابر الصحابة أيضا مراعاة لموقعه في تولي منصب الخلافة:

رواية أولى :كان - عليه السلام - أسمر مربوعاً، وهو إلى القصر أقرب، عظيم البطن، دقيق الأصابع، غليظ الذراعين حَمِش الساقين في عينه لين عظيم اللحية أصلع، ناتئ الجبهة (مقاتل الطالبيين)

وهذه رواية ثانية :كان علي شيخا سمينا أصلع كثير الشعر ربعة إلى القصر عظيم البطن عظيم اللحية جدا قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء كأنها قطن آدم شديد الأدمة (تاريخ الخلفاء)

رواية ثالثة:قال أبو جعفر: كان شديدة الأدمة ربعة إلى القمر، و كان علي أفطس الأنف (البدء والتاريخ)

الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه:

الزُّبَير بن العوام ابن خويلد بن أسد بن عَبْد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر أَبُو عَبْد الله حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته و كان رجلا ليس بالطويل و لا بالقصير خفيف اللحية أسمر اللون أشعر (المستدرك على الصحيحين)

سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله تعالى عنه:

وهو ابن عم عمر بن الخطاب ، قال الواقدي كان سعيد رجلاً آدم طوالاً أشعر (البدء والتاريخ)

أبو ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه:

ومن صفاته الجسدية أنه كان آدماً جسيماً، كث اللحية (كتاب دماء على قميص عثمان)


معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه:

النص :وروى شهر حدثني عائذ الله بن عبد الله إنه دخل المسجد يوماً وأصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم أوفر ما كانوا أول عمارة عمر بن الخطاب، قال: فجلست مجلساً فيه بضعة وثلاثون، وفي الحلقة شاب آدم شديد الأدمة حلو المنظر وضييء وهو أشب القوم سناً وذكر الحديث. قال: فقلت له: من أنت يا أبا عبد الله ؟ قال: أنا معاذ بن جبل (المعرفة والتاريخ)

سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه:

من العشرة المبشرين بالجنة :كان سعد بن أبي وقاص جعد الشعر أشعر الجسد آدم طويلا أفطس (المعجم الكبير)

وفي رواية أخرى :سعد بن أبي وقاص اسم أبي وقاص : توفي وهو ابن ثلاث وثمانين سنة في أيام معاوية رضي الله عنه في قصره بالعقيق من المدينة على عشرة أميال ، فحمل على رقاب الرجال حتى صلي عليه في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، صلى عليه مروان وهو يومئذ والي المدينة ، ثم صلى عليه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في حجرهن ، كفن في جبة صوف لقي فيها يوم بدر المشركين مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان رجلا دحداحا قصيرا غليظا ذا هامة شثن الأصابع ، آدم طويلا ، أفطس أشعر الجسد ، جعد الشعر ، يخضب بالسواد ، وكانت له ناصية مفروقة ، ( معرفة الصحابة – الأصفهاني)

عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه :

ورد فيه وصف بأنه كان شديد الأدمة :... مر بنا فارس أخر على فرس أشْهَبَ عليه ثياب بيض وعمامة سوداء قد سَدَلها من بين يديه ومنِ خلفه شديد الأدمة عليه سكينة ووقار رافع صوته بقراءة القرآن متقلد سيفاَ متنكب قوساً معه راية بيضاء في ألف من الناس مختلفي التيجان حوله مشيخة وكهول وشباب كأنما قد أقفوا للحساب، أثَرُ السجود قد أثر في جباههم، فقلت: من هذا؟ فقيل: عمار بن ياسر في عدة من الصحابة من المهاجرين والأنصار وأبنائهم (: جاء في مروج الذهب)

عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه:

كان لطيفا قصيرا جدا أسمر شديدا نحيفا أحمش الساقين ذا بطن حسن النبرة، نظيف الثوب، وفي تاريخ أبي زرعة الدمشقي : حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد السلام بن حرب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت أبا بكر الصديق أبيض، خفيف اللحم، وامرأته أسماء بنت عميس تذب عنه موشومة اليدين، ورأيت عبد الله بن مسعود آدم حقيقاً.

المقداد بن عمرو رضي الله تعالى عنه:

وعن محمد بن إسحاق قال : المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد [ بن زهير ] بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن هزل بن قابس بن رويم بن القين بن الهون بن بهز بن عمرو بن الحاف بن قضاعة . وإنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة لأنه تبناه وحالفه . وكان أبطن آدم ( شديد السمرة ) يصفر لحيته أقنى طويل الأنف . مات بالمدينة وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه عثمان بن عوف رضي الله عنه (مجمع الزوائد)

محمد بن مسلمة الانصاري رضي الله تعالى عنه:

وكان من سادات الصحابة، وكان هو رسول عمر إلى عماله وهو الذي شاطرهم عن أمره ، وله وقائع عظيمة وصيانة وأمانة بليغة، رضي الله عنه، واستعمله على صدقات جهينة، وقيل إنه توفي سنة ست أو سبع وأربعين، وقيل غير ذلك.وقد جاوز السبعين، وترك بعده عشرة ذكور وست بنات، وكان أسمر شديد السمرة طويلا أصلع رضي الله عنه
عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه :

وهو من قادة الأنصار المشهورين ومن سادات الصحابة ، وكان أحد النقباء الإثني عشر ليلة العقبة ، نجد عنه هذه القصة في فتح مصر :

بعث عمرو بن العاص عشرة نفر أحدهم عبادة بن الصامت وأمره عمرو أن يكون مكلم القوم وكان عبادة أسود طويلا ، يقول ابن عفير أدرك الإسلام من العرب عشرة طول كل رجل منهم عشرة أشبار أحدهم عبادة بن الصامت ، فلما ركبوا السفن إلى المقوقس ودخلوا عليه تقدم عبادة فهابه المقوقس لسواده فقال : نحوا عني هذا الأسود وقدموا غيره يكلمني ، فقالوا جميعا إن هذا الأسود أفضلنا رأيا وعلما وهو سيدنا وخيرنا والمقدم علينا وإنما نرجع جميعا إلى قوله ورأيه وقد أمره الأمير دوننا بما أمره به وامرنا أن لا نخالفه.

قال (المقوقس): وكيف رضيتم أن يكون هذا الأسود أفضلكم وإنما ينبغي أن يكون دونكم.

قالوا: كلا إنه وإن كان أسود كما ترى فإنه من أفضلنا موضعا وأفضلنا سابقة وعقلا ورأيا وليس ينكر السواد فينا.

فقال له المقوقس : تقدم يا أسود وكلمني برفق فإني أهاب سوادك وإن اشتد كلامك علي ازددت لذلك هيبة.

عثمان بن مظعون رضي الله تعالى عنه:

قال حدثني محمد بن قدامة عن أبيه عن عائشة بنت قدامة قالت كان عثمان بن مظعون وإخوته متقاربين في الشبه كان عثمان شديد الأدمة ليس بالقصير ولا بالطويل كبير اللحية عريضها (الطبقات الكبرى)

طلحة الأنصاري:

واسمه زيد بن سهل وتوفي سنة أربع وثلاثين قبل أن يقتل عثمان بسنة وهو ابن سبعين سنة ، شهد بدرا و مات سنة أربع وثلاثين وهو ابن سبعين سنة صلى عليه عثمان قال وأبو طلحة آدم شديد الأدمة مربوع (تاريخ دمشق)

عبد الله بن عمر وإبنه سالم رضي الله عنهما:

عن سالم بن عبد الله قال سمعت بن عمر يقول إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي . (الطبقات ج 2 ص 235 )

أبو سفيان (صخر) بن حرب رضي الله عنه:

وهو والد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أحد كتبة الوحي وخال المؤمنين ، قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح مكة قولته المشهورة : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، وذكروا أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه مر بباب عثمان يوماً، فإذا بغلة ليعلى بن منية واقفة كبداء عظيمة، فقال: لمن هذه؟ قيل: ليعلى. فقال علي ليعلى: لعمري لقد اصاب المال في زمن عثمان. قال ابن سعد: وكان يعلى يفتي بمكة، وروى عن عمر رضي الله عنه. وقال أبو اليقظان حدثني عبد الله بن المبارك أن يعلى قدم المدينة فأتاه أبو سفيان بن حرب في أيام عثمان، فأمر له بعشرة ألاف درهم، فأتى هنداً فقال: دونك هذا المال وأريني قفاك، فقالت: قفاي خير من قفاك، قفاك أسود وقفاي أبيض، وكان أبو سفيان أسود شديد السواد (أنساب الأشراف)

والسياق هنا يفيد بأن السواد المقصود هو سواد اللون لا سواد الشرف والسيادة ، فإن كلمة أسود يقصد بها أحيانا الشرف والعز ، ويمكن التفريق بين كلا المعنيين من السياق.

ونسأل هنا كل من يشاهد شخصية أبو سفيان وهي تجسد في المسلسلات التاريخية :لماذا دائما يجسده ممثلون من أهل الشام ؟ ومن يؤكد أن ملامح أهل الشام اليوم هي الأكثر قربا من ملامح وألوان ذلك الرعيل الأول من الصحابة ؟

الإمام أحمد بن حنبل (164 – 241هـ ) :

عاش في العصر العباسي ، صاحب المذهب الحنبلي ، وهو أشهر من أن يعرف ، قال الحافظ ابن عساكر كان شيخنا شديد السمرة طوالا مخضوبا بالحناء (المطلع على أبوات المقنع)

الخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان:

بويع له بدمشق في شهر رجب سنة ستين للهجرة، وتوفي بدمشق لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين، وكان مدة ملكه ثلاث سنين وثمانية أشهر واثنين وعشرين يوما، وصلى عليه ابنه معاوية بن يزيد، وسنه ثماني وثلاثون سنة.

وكان ضخما آدم سمينا مجدورا،( فوات الأعيان) وفي رواية أخرى :......كان شديد الأدمة كثير الشعر ضخما عظيم الهامة في وجهه أثر الجدري . كنيته أبو خالد . واستخلف بعهد من أبيه معاوية . فكانت مدته ثلاث سنين وثمانية أشهر (العبر) ، ونلاحظ أن الروايات تفيد أن جده أبو سفيان ( صخر بن حرب بن أمية) كان أسود اللون أيضا

عمر بن عبد العزيز:

كان رحمه الله أسمر دقيق الوجه حسنه نحيف الجسم حسن اللحية غائر العينين، بجبهته أثر شجة وكان قد شاب وخضب رحمه الله، والله سبحانه أعلم. وفي رواية أنه كان أسودا أفطسا . وكان يلقب بالخليفة الأسود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق