الجمعة، 6 يناير 2017

حقيقة الفكر التكفيري عند الشيعة






كتاب: الفكر التكفيري عند الشيعة.. حقيقة أم افتراء؟
بقلم: عبد الملك بن عبد الرحمن الشافعي
تقديم: الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم البري
تلخيص: محمد جمال أحمد
يبدأ صاحب كتاب “الفكر التكفيري عند الشيعة” بتأصيل القضية، فيقول إن من أصول مذهب أهل الإمامية وبديهياته التي يعلمها كل مطلع عليه، اعتقادهم بعصمة اثني عشر إمامًا عصمة مطلقة عن الصغائر والكبائر، وأنهم لا ينطقون عن هوى واجتهاد، بل يوحى إليهم من عند الله تعالى وحيًا عن طريق إلهام أو رؤية أو ملك، حالهم في ذلك حال الأنبياء والرسل تمامًا، ولما كانت هذه حالهم، كانت تقريراتهم – أي الأئمة – في نظر أتباع المذهب نصًا تشريعيًا واجب الاتباع، تمامًا كتقريرات القرآن الكريم والسنّة النبوية، وعليه إن كانت أقوال أئمتهم تُصرح بتكفير باقي المسلمين، فإن ذلك يعد قطعًا عقيدة راسخة عند أصحاب المذهب، وللوقوف على عقيدة التكفير عند هؤلاء كان لابد من الاطلاع على الأقوال التي تُنسب إليهم في مروياتهم.

وبعد ذلك الإيضاح، ينتقل الكاتب إلى سرد القضية بشكل مفصل عبر فصول الكتاب.

يخصص الكاتب الفصل الأول لروايات الأئمة بشأن عقيدة التكفير، وينقل عن محدثهم الشهير يوسف البحراني في كتابه “الحدائق الناضرة” قوله: [وأما الأخبار الدالة على كفر المخالفين عدا المستضعفين فمنها ما رواه في الكافي بسنده عن مولانا الباقر عليه السلام قال “إن الله عز وجل نصب عليًا عليه السلام علمًا بينه وبين خلفه، فمن عرفه كان مؤمنًا، ومن أنكره كان كافرًا، ومن جهله كان ضالاً”.

وروى في كتاب “التوحيد” وكتاب “إكمال الدين وإتمام النعمة” عن الصادق عليه السلام قال: “الإمام عَلَم بين الله عز وجل وبين خلقه، من عرفه كان مؤمنًا، ومن أنكره كان كافرًا”.

أما الفصل الثاني، فيخصصه الكاتب لرصد قضية تبني أعلام المذهب الشيعي للفكر التكفيري.

ويسعى الكاتب من خلال هذا الفصل إثبات التكفير كعقيدة راسخة في المذهب الشيعي، خصوصًا بعد أن سرد من نصوصهم ما يفيد بعظم منزلة أولئك الأئمة عندهم، وأن حجيتهم الشرعية كحجة النبي تمامًا دون فرق.

وينقل الكاتب عن محدث الشيعة يوسف البحراني أسماء أعلام المذهب الحاملين للفكر التكفيري، حيث قال: [والمشهور في كلام أصحابنا المتقدمين: هو الحكم بكفرهم ونصبهم ونجاستهم، قال الشيخ ابن نوبخت – قدس سره – وهو من متقدمي أصحابنا، في كتاب (فص الياقوت): “دافعوا النص كفرة عند جمهور أصحابنا، ومن أصحابنا من يفسقهم… إلخ”].

وينقل الكاتب أيضًا عن محدثهم المجلسي أسماء أعلام المذهب ممن يحملون الفكر التكفيري، حيث يقول: [قال الصدوق – رحمه الله -: اعتقادنا في الظالمين أنهم ملعونون، والبراءة منهم واجبة، واستدل على ذلك بالآيات والأخبار] ثم قال: [والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، فمن ادعى الإمامة، وليس بإمام، فهو الظالم الملعون، ومن وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون، وقال النبي: “من يجحد عليًا إمامته من بعدي فإنما جحد نبوتي، ومن جحد نبوتي فقد جحد الله ربوبيته].

ثم ينقل الكاتب تصريحات بعض أساطين المذهب وأعمدته بالفكر التكفيري، ومنها: إن شيخهم المفيد نقل لنا إجماع الشيعة الأمامية على ذلك: فقال تحت عنوان “القول في تسمية جاحدي  الإمامة ومنكري ما أوجب الله تعالي للأئمة من فرض الطاعة”، [وافقت الأمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة، وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة، فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار].

أما الفصل الثالث، فيخصصه الكاتب لبحث موقف الشيعة من أصول الدين، ويوضح أن الشيعة قد اعتبروا الإمامة من أصول الدين كالتوحيد والنبوة والمعاد بل اعتبروها أهم.

ثم يشرع الكاتب في ذكر أقوال بعد علماء الشيعة في هذا الصدد:

1- قال محمد رضا المظفر: [نعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين لا يتم الايمان إلا بالاعتقاد بها].

2- ويقول الخميني: [الإمامة إحدى أصول الدين الإسلامي].

3- ويقول عبد الحسين المظفر: [ولأجل هذا وجب علينا أن نبحث عن الإمامة لأنها أصل من أصول الدين ولا يستقيم بدونها].

ويؤكد الكاتب أن تصريحهم بذلك مفاده أن المخالف لهم فيها، أو المنكر لها – أي الإمامة – يكون حكمه كحكم المنكر لباقي أصول الدين الثلاثة وهي التوحيد والنبوة والمعاد.

ثم يسوق الكاتب، نماذج من المرويات التي حملت الكفر واللعن للخلفاء الراشدين صراحة وبأسمائهم:

1- رووا عن الحارث الأعور، قال: دخلت على عليّ عليه السلام في بعض الليل، فقال لي: “ألا أحدثك بأشد الناس عداوة لنا، وأشدهم عداوة لمن أجبنا؟”، قلت: بلى يا أمير المؤمنين، أما والله لقد ظننت ظنًا، قال: “هات ظنك”، قلتُ: أبو بكر وعمر، قال: “ادن مني يا أعور”، فدنوت منه، فقال: “ابرأ منها.. برئ الله منهما”.

2- ورووا عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: “وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثًا”، قال: “أسر إليهما أمر القبطية، وأسر إليهما أن أبا بكر وعمر يليان أمر الأمة من بعده ظالمين فاجرين غادرين”.

ويقول مؤلف الكتاب: أما ماورد من تكفيرهم لعثمان بن عفان رضي الله عنه فحدث ولا حرج، ومن ذلك:

رووا عن علي بن جزور، عن الأصبغ بن نباتة قال: سأل رجل عليًا عليه السلام عن عثمان؟، فقال: وما سؤالك عن عثمان إن لعثمان ثلاث كفرات، وثلاث غدرات، ومحل ثلاث لعنات، وصاحب بليات، لم يكن بقديم الإيمان، ولا ثابت الهجرة، وما زال النفاق في قلبه، وهو الذي صد الناس يوم أحد”.

أما نصوص علماء الشيعة وأعلامهم في لعن وتكفير الخلفاء الراشدين، فينقل الكاتب عن شيخهم المفيد (ت 413 هـ) قال: [القول في المتقدمين على أمير المؤمنين – عليّ بن أبي طالب عليه السلام: واتفقت الإمامية وكثير من الزيدية على أن المتقدمين على أمير المؤمنين عليه السلام ضلال فاسقون، وأنهم بتأخيرهم أمير المؤمنين عليه السلام عن مقام رسول الله – صلوات الله عليه وآله – عصاة ظالمون، وفي النار بظلمهم مخلدون].

ثم يوضح الكاتب ظهور الأثر الواقعي لفكرهم التكفيري على جميع المسلمين بفرقهم ومذاهبهم:

أولاً: أن أهل السنة والجماعة يُعظمون جميع صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويجزمون  بعدالتهم كما هو معلوم لدى الجميعـ، ويفاضلون بينهم فيعدون أفضلهم – بل أفضل الناس على الإطلاق بعد الأنبياء – الخلفاء الثلاثة الراشدون: أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ويعتبرونهم النبراس الذي يُستضاء به.

ثانيًا: وكما ذكر الكاتب سلفًا أن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية كفّروا كل من خالفهم في أصل الإمامة أو أنكره، ولا شك على الإطلاق أن أهل السنة جميعهم بكل فرقهم في مقدمة هؤلاء.

ثم يوضح الكاتب معاني أهم المصطلحات المتداولة في قضيه التكفير:

1- الإيمان مرادهم به الإسلام مع الاعتقاد بإمامة الأئمة الإثنى عشر، والدليل ما يلي:

– يقول علامتهم محمد بن علي الموسوي العاملي: [المراد بالإيمان هنا معناه الخاص، وهو الإسلام مع الولاية للأئمة الإثنى عشر].

2- المؤمن ومراده الشيعي الإمامي حصرًا والدليل: يقول محدثهم يوسف البحراني: [المؤمن وهو المسلم المعتقد لإمامة الأئمة الإثنى عشر].

3- المخالف، ومقصدهم كل من عدا الشيعي الإمامي من المسلمين، والدليل: يقول محمد كلانتر محقق كتاب “اللمعة الدمشقية”: [وهو غير الإثنى عشري من فرق المسلمين].

أما ما يتعلق ببطلان عبادات أهل السنة، وعدم نيلهم الثواب عليها، فقد نقل علامتهم وخاتمة محدثيهم محمد باقر المجلسي إجماع الإمامية على هذا الفكر التكفيري، فقال: [واعلم أن الإمامية أجمعوا على اشتراط صحة الأعمال وقبولها بالإيمان الذي من جملته الإقرار بولاية جميع الأئمة عليهم السلام وإمامتهم].

أما ما يتعلق بتحريمهم إعطاء الزكاة لفقراء أهل السنة لأنهم كفار، فهناك عدد من الصور:

الصورة الأولى: إن إعطاء الزكاة يكون لفقراء الشيعة فقط.

والثانية: أن المخالف من باقي المسلمين إذا أعطى الزكاة لأهل نحلته، مهما كانت نحلته من المسلمين، ثم اعتنق مذهب الشيعة الإمامية بعد ذلك، فيجب عليه إعادتها بدفعها إلى فقراء الشيعة، ويسوق الكاتب على ذلك الدليل التالي:

قال ابن فهد الحلي: [وأما الأوصاف المعتبرة في الفقراء والمساكين، فأربعة: الإيمان: فلا يُعطى منهم كافر، ولا مسلم غير محق، ولو أعطى مخالف فريضة، ثم استبصر، أعاد].

ويقول المؤلف تعليقًا على تلك الروايات: فليتأمل المسلمون كيف ظهر أثر فكرهم التكفيري بمنعهم الزكاة عن فقراء أهل السنة؛ لأنهم كفار في معتقدهم.

ثم يواصل الكاتب إبحاره في نصوص التكفير عن الشيعة، فيتحدث عن جعلهم أهل السنة في حيز الأعداء ورفضهم التآخي معهم، ويسوق على ذلك عدة أدلة:

1- يقول فقيههم علي الطباطبائي: [ودعوى الإيمان والأُخوة للمخالف مما يقطع بفساده، والنصوص المستفيضة بل المتواترة ظاهرة في رده].

2- وقال محمد جواد العاملي: [والمخالف ليس مؤمنًا ولا أخًا له].

أما عن تجويز لعن أهل السنة وغيبتهم وسبهم:

قال آيتهم العظمى وزعيم حوزتهم العلمية أبو القاسم الخوئي: [أنه ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ووجوب البراءة منهم، وإكثار السب عليهم، واتهامهم، والوقيعة فيهم: أي غيبتهم، لأنهم من أهل البدع والريب].

أما عن جعلهم سب أهل السنة من أفضل الطاعات والقربات:

1- يذكر المجلسي أن في لعن أبي بكر وعمر رضي الله عنه ومن وافقهما والبراءة منهم أجرًا وثوابًا فيقول: [الأخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وإضرابهما، وثواب لعنهم والبراءة منهم وما يتضمن بدعهم، أكثر من أن يُذكر في هذا المجلد، أو في مجلدات شتى، وفيما أوردناه كفاية لمن أراد الله هدايته إلى الصراط المستقيم].

أما عن لعنهم لأموات أهل السنة، فقد قال شيخهم المفيد (ت 413 هـ): [ولا يجوز لأحد من أهل الإيمان أن يغسل مخالفًا للحق في الولاية، ولا يُصلى عليه إلا أن تدعوه ضرورة إلى ذلك من جهة التقية، فيغسله تغسيل أهل الخلاف، ولا يترك معه جريدة، وإذا صلى عليه لعنه في صلاته ولم يدع له].

تلك هي حقيقة الفكر الشيعي وموقفه المتطرف من مخالفيه، ولعل ما أورده الباحث عبد الملك بن عبد الرحمن الشافعي، في كتابه “الفكر التكفيري عند الشيعي”، يعطي صورة جليّة وواضحة عن حقيقة عقيدة الشيعة، ومكنون نفوسهم تجاه أهل السنّة، ما يجعلهم أحق بمسمى “التكفيريين” الذي يطلقونه على عواهنه، وهم أحق الناس به.

=====================

 عند الشيعة المخالف كالحربي في جواز القتل اجماعا كما قال فقيه العترة !!
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/01/blog-post_46.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق