الاثنين، 9 يناير 2017

الازدراء الغربي للإسلام ومقدساته د. محمد عمارة 419

نحن فقراء في مراكز الرصد والإحصاء التي تجمع وقائع الازدراء الغربي للاسلام ومقدساته‏,‏ والتي تجعل من هذه الوقائع لبنات في بناء متكامل ومتنام‏,‏ يعبر ـ حقيقة ـ عن هذه الظاهرة المستمرة‏..‏ والمستفزة‏..‏
 وبسبب فقرنا في هذا الميدان, يخيل للكثيرين منا ـ عند حدوث واقعة من هذه الوقائع ـ أننا أمام أمر جديد!... وسرعان ما ننسي بعد رد الفعل الغاضب من قبل الجماهير.. لذلك كان الرصد للمسلسل الغربي في الإساءة إلي الإسلام فريضة فكرية منشودة لتحليل هذه الظاهرة, ولمواجهتها المواجهة الفاعلة والعاقلة التي تبرأ من العنف والهياج.
> لقد سبق لبابا الفاتيكان الحالي أن أعلن سنة2006 عن خوفه من أن تصبح أوروبا جزءا من دار الإسلام في القرن الحادي والعشرين!.. وسبق لمساعد بابا الفاتيكان الكاردينال بول يوبار أن أعلن أن الإسلام يفتح أوروبا فتحا جديدا!.. وفي مواجهة هذا التخويف من الإسلام, تتصاعد حركات اليمين السياسي ـ الفاشية ـ الأوروبية.. وحركات اليمين الديني الغربية ضد ما يسمونه أسلحة أوروبا! وفي هذا الإطار عقدت ـ في مايو سنة2009 ـ عدة مؤتمرات أوروبية تحت شعار لا لأسلمة أوروبا!.
> وفي29 نوفمبر سنة2009 تم الاستفتاء السويسري علي حظر بناء المآذن للمساجد ـ بنسبة75% وصورت المآذن, في حملة هذا الاستفتاء, في صورة الحراب والصواريخ!.. وفي3 ديسمبر سنة2009 تم استطلاع رأي في فرنسا حول المآذن والمساجد.. فصوت48% ضد بناء المآذن, وصوت41% ضد بناء المساجد!..
> وفي مايو سنة2010 صدر التشريع الفرنسي بتحريم ارتداء النقاب... ومن قبله كان قد تم تحريم ارتداء الحجاب بالمدارس والمؤسسات الحكومية الفرنسية.. وفي الشهر نفسه ـ مايو سنة2010 ـ عقدت ـ بالدنمارك ـ مسابقة جديدة يتباري فيها الرسامون في رسم الصور المسيئة إلي رسول الإسلام ـ صلي الله عليه وسلم ـ كمظهر من مظاهر حرية التعبير!.. وذلك بمناسبة مرور خمس سنوات علي ممارسة هذا اللون من ازدراء الإسلام في الدانمارك!.
> وفي11 سبتمبر سنة2010 أعلنت إحدي الكنائس الأمريكية عن الدعوة إلي جعل ذلك اليوم اليوم العالمي لإحراق القرآن... ثم تراجعت هذه الكنيسة عن التنفيذ, بناء علي طلب الإدارة الأمريكية, ليس احتراما للقرآن, وإنما خوف علي أرواح الجنود الأمريكيين في أفغانستان والعراق بين انتقام المسلمين!.. وقد استبدلت الكنيسة تمزيق بعض صفحات القرآن بحرقه!.
> وفي سبتمبر سنة2010 أعيد ـ في الدانمارك ـ نشر الكتاب الذي يضم الصور المسيئة إلي رسول الإسلام ـ صلي الله عليه وسلم.
> وفي أكتوبر سنة2010 واصل المستوطنون الصهاينة مسلسل إحراق المساجد في الضفة الغربية ـ مع ما بها من مصاحف.. وفي نفس العام سنة2010 ضمت إسرائيل عددا من المقدسات الإسلامية إلي التراث اليهودي منها الحرم الإبراهيمي, بمدينة الخليل ومسجد بلال, في مدينة بيت لحم ـ وذلك رغم اعتراض اليونسكو.. وزادت وتيرة التهويد لمدينة القدس, والحفائر التي تهدد المقدسات الإسلامية بالانهيار.
> وفي نوفمبر سنة2010 هدمت إسرائيل أحد المساجد في إحدي قري النقب, بدعوي أنه غير مرخص ببنائه ـ وهي تمنع رخص البناء للعرب ـ في النقب ـ بشكل كلي وعام.. وتكرر ذلك ـ في نفس الشهر ـ عندما هدمت إحدي القري الفلسطينية في غور الاردن.
> وفي سنة2010 اغتالت إسرائيل ـ في المياه الدولية ـ النشطاء الذين سعوا لكسر الحصار عن قطاع غزة ـ في أسطول الحرية ـ وتمت حماية جريمتها ـ دوليا ـ بالفيتو الأمريكي!..
> ومضت بانتهاء سنة2010 ثماني سنوات علي احتلال العراق.. تم فيها تدمير أهم بلدان المشرق العربي... تدمير الدولة, والنسيج الاجتماعي ـ بالطائفية والعنصرية ـ ومطاردة العلماء والخبراء واغتيالهم.. وتدمير المساجد, وتدنيس المقدسات.. حتي لقد دمر الأمريكيون ـ كمثال ـ في ابريل سنة2004 ـ ببلدة الفالوجة ـ40 مسجدا من مساجدها السبعين!.. مستخدمين الأسلحة المحرمة دوليا, التي أثمرت ـ في تشويه الأجنة ـ ما هو أسوأ من فعل القنابل الذرية في هيروشيما و نجزاكي باليابان سنة1945 م!... كما تفجرت ـ في مأساة العراق ـ فضائح التعذيب الوحشي في سجن أبو غريب, وغيره ـ الأمر الذي جعل مأساة ـ الحرب الأمريكية المقدسة علي العراق هي مأساة القرن الحادي والعشرين ـ كما كانت مأساة فلسطين هي جريمة القرن العشرين.. فالشهداء, واليتامي, والأرامل, واللاجئون قد قاربوا عشرة ملايين ـ أي ثلث العراقيين!..
> وتتواصل في الغرب, أعمال الازدراء للإسلام ورسوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ومقدساته.. فيتم ـ في سبتمبر سنة2012 م ـ بأمريكا ـ الإنتاج والعرض لفيلم براءة المسلمين الذي يسيء إلي رسول الإسلام ودين الإسلام ـ والذي شارك في إنتاجه ـ علنا ـ أحد كبار رجال الكهنوت بالكنيسة الأرثوذكسية المصرية ـ القمص مرقص عزيز خليل ـ( الأب يوتا) ـ كاهن الكنيسة المعلقة بمصر القديمة ـ ومعه ـ من أقباط المهجر ـ وفق قرار الاتهام الذي أصدره النائب العام المصري ـ موريس صادق, وعصمت زقلمة, ونبيل بسادة, وإيهاب يعقوب, وجاك عطا الله, وناهد متولي ـ مساعدة القمص زكريا بطرس ـ وإيليابا سيلي, وعادل رياض... ومعهم القس الأمريكي تيري جونز.
> وفي12 سبتمبر سنة2012 م تنشر المجلة الفرنسية, الساخرة تشارلي إبدو رسوما مسيئة إلي رسول الإسلام, صلي الله عليه وسلم, وتتوالي التصريحات ـ الفرنسية والغربية ـ عن أن هذه الأعمال إنما تتم كجزء من حرية الرأي والتعبير!..
> وفي الشهر نفسه ـ سبتمبر سنة2012 ـ تقرر الصهيونية تقسيم الحرم القدسي بين اليهود والمسلمين علي غرار ما سبق وصنعت بالحرم الإبراهيمي ـ بمدينة الخليل.
> وعلي أرض أفغانستان ـ وعلي امتداد اثني عشر عاما ـ تتوالي أعمال التنصير... وإحراق المصاحف من قبل الجنود الأمريكان... بل والتبول عليها!.. مع استخدام أحدث الأسلحة لتدمير هذا البلد المسلم, في حرب رأتها أمريكا والغرب حربا عادلة بمقاييس القديس أوغسطين(354 ـ430) وتوما الإكويني(1225 ـ1274 م) ومارتن لوثر(1483 ـ1546 م) ـ كما سبق وتم لهم ـ وبهم ـ تدمير العراق.. حروب يشنها الغرب الصليبي ـ السياسي والديني ـ علي الأصولية الإسلامية, لا لشيء إلا لأنها ـ كما يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون(1913 ـ1994 م) تريد:
بعث الحضارة الإسلامية.
ـ وتطبيق الشريعة الإسلامية.
ـ واتخاذ الإسلام دينا ودولة.
ـ ورفض الحداثة الغربية.. والعلمانية الغربية!.
> لكن الله غالب علي أمره... فمع المقاومة الإسلامية التي تعمل علي دفن الغزاة الغربيين في رمال أفغانستان, تفجرت ثورات الربيع العربي, التي قال عن إحداها السيناتور الأمريكي جون ماكين ـ عند زيارته لمصر ـ في فبراير سنة2012 م ـ: إن الحدث الذي يتم الآن في مصر هو الحدث الأهم في الشرق منذ سقوط الدولة العثمانية سنة1924 م.. وستكون له تداعياته في الشرق, وفي العالم بأسره!... كما قال الصهاينة عن نموذجها السوري: إذا سقط نظام الأسد في دمشق, فستقوم بحيرة إسلامية تغرق فيها إسرائيل!..
> إنها سنة من سنن الله التي لا تبديل لها ولا تحويل: التدافع بين الحق والباطل.. وصعود العداء للإسلام كلما صعد مد هذا الدين الحنيف!.. حتي لتؤكد الإحصاءات: أن كل موجة من موجات العداء الغربي للإسلام تلفت أنظار الكثيرين من الغربيين إلي هذا الدين الذي توجه إليه كل هذه السهام.. فيزداد الإقبال علي اقتناء القرآن.. وتزداد أعداد الذين يدخلون في دين الله!؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق