الأحد، 11 ديسمبر 2016

رجال حول الرئيس... تعرف على أخطر المتطرفين المحيطين بترامب / نظرية المؤامرة



أحمد إبراهيم 26.11.2016

رجال حول الرئيس... تعرف على أخطر المتطرفين المحيطين بترامب
 نازيون جدد، مروجوا نظريات مؤامرة، كارهون بشكل عقائدي للعرب عامة والمسلمين خصوصاً. كل هؤلاء استفادوا من فوز رجل الأعمال دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ففور إعلان النتيجة، انتقلوا من الهامش إلى المتن، وصعد نجمهم بسرعة، لم يحلموا بذلك من قبل، وصار على الإعلام الرئيسي التعامل معهم بجدية، بعد أن كانوا لا يحظون منه إلا بالسخرية أو الاحتقار، أو في غالبية الأحيان التجاهل.
ليس هذا من قبيل الصدفة، فترامب كان حريصاً منذ البداية على إحاطة نفسه بالمتطرفين اليمينيين الذين روجوا له وساعدوه في الوصول إلى سدة الحكم. وبعد فوزه حرص على رد الجميل بدعمهم والترويج لهم أحياناً، أو بتعيينهم في مناصب حساسة قادرة على تشكيل سياسة أمريكا في الداخل والخارج في أحيان أخرى.
إليكم سيرة أخطر المتطرفين المحيطين بالرئيس الأمريكي المنتخب، والذي لم يعد لدى أحد في العالم رفاهية تجاهلهم.

أليكس جونز: قائد المقاومة ضد "مجلس قيادة العالم"
أليكس-جونز
لا يتوقف ترامب عن السخرية والهجوم على كبرى وسائل الإعلام الأمريكية، مثل سي إن إن، ونيويورك تايمز وغيرهما. هذا الأمر يختلف كثيراً مع الإعلامي أليكس جونز، فقد وصفه ترامب بأنه "رجل لطيف للغاية"، ثم ظهر في برنامجه الإذاعي إنفوورز Infowars لأكثر من نصف ساعة في ديسمبر الماضي، خلال أكثر مراحل الدعاية الانتخابية حرجاً.
يشتهر جونز بأنه أحد المصادر الموثوق بها، لو جاز التعبير، بين أنصار نظريات المؤامرة. يؤمن جونز مثلاً بأن هجوم 11 سبتمبر من تدبير الحكومة الأمريكية، وذلك بدعوى أن هدفها الحقيقي كان تقنين التعذيب والتجسس على المواطنين، تحت ستار محاربة الإرهاب. عام 2013، تسبب إعصار مور في مقتل 377 مواطناً في ولاية أوكلاهوما، لكن جونز رجح أن الإعصار جاء نتيجة لتجربة سلاح سري للتحكم في الطقس، تصممه الحكومة الأمريكية بالتعاون مع بيل غايتس مؤسس مايكروسوفت.
منذ 2011، صار لخرافاته أهمية خاصة في العالم العربي، فقد روج من خلال موقعه وبرنامجه، أن هيلاري كلينتون هي التي خططت ومولت جميع التظاهرات المناهضة للحكومات، في تونس ومصر وليبيا، بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين. وهذا ما لاقى صدى وتأييداً في صفوف مؤيدي الحكومات، حتى صارت الرواية الرسمية لكثير منهم.
يصعب حصر جميع النظريات العجيبة التي يخرج بها جونز لمستمعيه، والتي تدور في مجملها حول وجود جماعات سرية تعبد الشيطان، تتآمر لتكوين حكومة واحدة تحكم العالم كله وتحول غالبية البشر إلى قطعان وعبيد، لكن مع صعود نجمه وتوسع نفوذه وسط مؤيدي ترامب، اضطر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنفسه إلى أن يرد على إحدى شائعاته.


كان جونز وصف أوباما ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة هيلاري كلينتون، بأنهما "شيطانان من الجحيم"، ولم يكن يقصد المعنى المجازي للكلمة، فدلل على نظريته بأن هناك فيديوهات توضح تكاثر الذباب حولهما تحديداً دون غيرهما. كما أن "مصادره الرفيعة" أكدت له أن الاثنين لهما رائحة كبريتية كريهة لا يزيلها الاستحمام. اضطر أوباما أن يشم نفسه علناً أمام آلاف من المؤيدين، ساخراً مما اعتبره مزحة سخيفة، ومستبعداً أن يصدق العقلاء هذا الهراء.
لم يعد الأمر مجرد مزحة. فصار جونز أحد أهم الأصوات الإعلامية المؤيدة للرئيس الأمريكي المقبل، وتفاخر أن ترامب توجه إليه وإلى جمهوره بالشكر على دعمهم الكبير، ووعده بأن يحل ضيفاً على برنامجه مرة ثانية قريباً.

ستيفن بانون: عدو النسويات وحبيب النازيين الجدد
Steve_Bannon_2010
قبل أن يتفرغ للعمل في الحملة الانتخابية لترامب، كان ستيف بانون المدير التنفيذي للموقع الإخباري اليميني برايتبارت Breitbart. هذه بعض نماذج من الموضوعات التي نشرها الموقع تحت قيادة بانون: "هل النسوية تجعل النساء قبيحات؟"، "حبوب منع الحمل تفقد النساء جاذبيتهن وتجعلهن مجنونات"، "صراع الغرب والإسلام هو الحرب الباردة الجديدة.. هذا هو طريقنا للانتصار".
خلال فترة رئاسته للموقع، صار برايتبارت المنبر الأهم لليمين المتطرف في أمريكا وأوروبا. لا يتورع الموقع عن السخرية من المتحولين جنسياً واتهامهم بالشذوذ، والتحقير من النسويات، واتهام المسلمين والمهاجرين بأنهم السبب الحقيقي في نشر ثقافة الاغتصاب والتحرش في الغرب.
مع تصاعد أهمية بانون في الحملة الانتخابية، بدأت فضائحه القديمة تطفو إلى السطح. أعادت الصحف نشر سجلات قضية طلاق بانون عام 2007، التي شهدت فيها زوجته السابقة، تحت القسم أن بانون كان عنيفاً وحاول الاعتداء عليها بالضرب، كما أنه معاد للسامية. فأثناء البحث عن مدرسة لابنته، أبدى امتعاضاً من عدد الطلاب اليهود والكتب اليهودية، في مكتبات المدارس التي زارها.
تسريب أخير أظهر حقيقة رؤية بانون للعالم من حوله، فانفرد موقع Buzzfeed، بتفريغ جلسة حوارية أجراها بانون عام 2014، خلال مؤتمر في مدينة الفاتيكان من تنظيم معهد الكرامة الإنسانية، وكانت إجابات بانون كاشفة.
يرى بانون أن العلمانية أضعفت من القيم الأخلاقية للغرب المسيحي، وقدرته على الصمود أمام ما يسميه بالـ"جهاد الفاشي الإسلامي". وضعف القيم المسيحية بين الشباب الأقل من 30 عاماً في الغرب نتج عنه أزمة أخلاقية، وفقدان البوصلة، التي يجب أن توجه الرأسمالية لتحقيق الرخاء لكل المجتمع، وليس لشرائح محدودة منه، على حد قوله.
نفى بانون عن نفسه تهمة العنصرية، لكنه قلل من أهمية محاربتها أو الاهتمام بها، فهو يرى أن التيار اليميني سيحوي داخله دائماً حركات هامشية شديدة التطرف في قضية النقاء العرقي، لكن هذه الاختلافات هامشية مقارنة بالقضايا الأهم التي تجمع اليمين.
اليوم، صار الرجل ذو التاريخ المثير للجدل، والذي قاد صحيفة تفرغت لمهاجمة المدافعين عن حقوق الإنسان بمختلف أطيافها، من أهم المقربين لرئيس أمريكا المنتخب، بعد أن تقلد منصب كبير مستشاري البيت الأبيض. القرار حظي بتأييد علني من بعض أكثر الجماعات العنصرية تطرفاً، وعلق عليه دافيد ديوك، الزعيم السابق لحركة كوكلاكس كلان Ku Klux Klan، بأنه خطوة صحيحة في طريقة تقوية التيار المؤمن بالتفوق العرقي للجنس الأبيض.

مايكل فلين: سلاح ترامب ضد المسلمين
800px-Michael_T_Flynn
"الإسلام أيديولجيا سياسية تختبىء وراء الإدعاء بأنه دين"، هكذا لخص الفريق مايكل فلين رأيه في الإسلام خلال محاضرة ألقاها في أغسطس الماضي.
الفريق فلين هو ضابط متقاعد ذو تاريخ طويل في العمل المخابراتي، استعان به ترامب خلال حملته كمستشار للأمن القومي. يتحدث فلين كثيراً عن "الإسلام الراديكالي"، وخطورة الإرهاب، وضرورة محاربته، لكن حين يتحدث بشكل أقل حرصاً، لا يفرق حقاً بين الإسلاميين والمسلمين. فقال صراحة إن تلك الأيديولوجيا الإسلامية هي "كالسرطان الذي يرتع في جسد مليار و700 مليون إنسان، وعلينا استئصاله".
يشغل فلين مقعداً في مجلس مستشاري منظمة ACT for America، وهي المنظمة التي تعد الأكثر نشاطاً ضد الإسلام في الولايات المتحدة. تروج المنظمة لأن جماعة الإخوان المسلمين تدير مؤامرة سرية يشترك فيها عشرات المنظمات حول الولايات المتحدة، هدفها السيطرة على مقاليد الحكم وتطبيق الشريعة الإسلامية. وأن هذه المؤامرة استطاعت بالفعل أن تزرع إسلاميين داخل العديد من أفرع الحكومة الأمريكية.
تدعو المنظمة صراحة إلى منع المسلمين من تولي أي مناصب قيادية في الحكومة، باعتبار أن أي مسلم حقيقي مؤمن بالقرآن لا يستطيع أن يشعر بالولاء تجاه الولايات المتحدة. وإن كانت مؤامرة بهذا الحجم صعبة التصديق، فإن فلين تساءل إن كان أوباما هو في الحقيقة مسلم، وهو ما قد يفسر، في رأيه، تراخي إدارته في محاربة التطرف والإهاب.
بعد أن ربح ترامب الانتخابات الأمريكية، قرر أن يعين فلين مستشاراً للأمن القومي للرئاسة. الأمر أثار العديد من الانتقادات والمخاوف من تعيين واحد من أشهر مروجي الإسلاموفوبيا في هذا المنصب الحساس.
لكن فلين لا يرى في آرائه المتطرفة فوبيا، فالفوبيا تعني الخوف غير المبرر، في حين يعتبر هو أن الخوف من المسلمين أمر منطقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق