الأحد، 19 فبراير 2017

كتاب: الأزهر والشيعة دراسة وتقديم: أ. د. محمد عمارة

كتاب: الأزهر والشيعة pdf
 
2 مرفق

المؤلف: لفيف من العلماء
دراسة وتقديم: أ. د. محمد عمارة
الناشر: مجلة الأزهر، عدد ذي الحجة 1434هـ،
عدد الصفحات: 88 من القطع المتوسط .
هدية مجلة الأزهر المجانية لعدد المحرم 1434
الكتاب بالمرفقات


اقتباس:


نبذة مختصرة : 
يبدو أن مؤسسة الأزهر الشريف في مصر تنبهت وبشكل قوي في الفترة الأخيرة إلى حجم الاستغلال السيئ الذي تعرضت له من قبل هؤلاء الذين اتخذوا مواقف بعض العلماء المحسوبين عليها إزاء الشيعة وهي المواقف التي اتسمت بالكثير من المرونة والإفراط في الدعوة للتقارب، الأمر كان سببا مباشرا في تيسير عملية الدعوة للتشيع ونشره بين صفوف المصريين وغيرهم من أهل السنة في البلدان العربية والإسلامية.
في تأكيد على موقف الأزهر من التشيع تأتي هدية مجلة الأزهر – الناطقة باسم مؤسسة الأزهر –بإصدار كتاب ثالث تقطع به الشك باليقين وتردّ من خلاله على أية تساؤلات واستفسارات حول الموقف الرئيس للأزهر من التشيع والشيعة بعد أن أصدرت كتابين مهمين يكشفان عن حقيقة مذهب الشيعة (صورتان متضادتان للصحابة للشيخ أبي الحسن الندوي، والخطوط العريضة للعلامة محبّ الدين الخطيب).
ويأتي هذا الكتاب الجديد (الأزهر والشيعة) بعد أن زار السفير الإيراني منزل د.محمد عمارة للاحتجاج على كتاب (الخطوط العريضة)، فكان الرد إصدار كتاب "الأزهر والشيعة" وهو لا يحمل إلا معنى واحداً أن الأزهر سيظل على علاقة تناقض مع المذهب الشيعي الذي تتناقض أسسه الفكرية والعقدية مع ما ترسخ لدى أهل السنة والجماعة. وأن هذا موقف ثابت للأزهر وليس موقفاً عفوياً غير مقصود أو أنه على أسوأ الافتراضات انعكاس لرؤية وفكر الدكتور محمد عمارة رئيس التحرير الجديد لمجلة الأزهر والذي يعرف عنه موقفه الرافض للتشيع. 
لمحة تاريخية : في مقدمة الكتاب التي كتبها الدكتور محمد عمارة رئيس تحرير المجلة وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية استعرض مقدمة تاريخية عن نشأة المسجد الأزهر في عهد الدولة الفاطمية – الشيعية – والتي نجحت جيوشها في أن تحكم مصر في عام 358 هـ ثم سارعت وبعد عام واحد فقط للشروع في إقامة المسجد الأزهر ليكتمل بناؤه بعد عامين وليصبح بعد سنوات قليلة المؤسسة الرئيسية لتدريس ونشر المذهب الشيعي الإسماعيلي الباطني، إذ يذكر د.عمارة في مقدمته أن قاضي القضاة علي بن النعمان جلس في الأزهر ليملي على الدارسين والجمهور شرح المختصر الذي أعده والده في فقه الشيعة "الاقتصار" وذلك في صفر سنة 365هـ، وبعد وفاته 374هـ واصل التدريس بالجامع الأزهر أخوه القاضي الشيعي الإسماعيلي محمد بن النعمان المتوفي 389هـ. 
فلما آلت الخلافة الفاطمية إلى العزيز بالله 344هـ وتولى يعقوب بن كلس الذي كان نصرانيا ثم تشيع منصب الوزارة وأصبح مع العزيز بالله وقائد الجند الفضل – الثالوث القابض على السلطة – أشار يعقوب بن كلس على العزيز بالله بأن يحول الجامع الأزهر إلى جامعة شيعية تنشر عقائد الشيعة الإسماعيلية وترعى الفكر الباطني مع مؤسسة داعي الدعاة ولقد أشرف ابن كلس على ترتيب ذلك فوظف العلماء والقراء ورتب لهم الأموال والنفقات والأوقاف التي تمكن من هذا التحول في رسالة الجامع الأزهر الذي أصبح أكبر جامعة شيعية سنة 378هـ.
ثم ينتقل د.عمارة للحديث عن رد فعل الشعب المصري على المحاولات الفاطمية لتشييعة فيقول: "ولأن الشعب المصري الذي تعاطف تاريخيا مع آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وتميز بالانحياز إلى الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو فلقد ظل على انتمائه إلى مذهب أهل السنة والجماعة في الأصول والفروع وعلى رفضه لمذاهب الشيعة الرافضة الذين رفضوا خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وكتبوا على منابر الفاطميين ومساجدهم بمصر لعن هؤلاء الخلفاء بحروف من ذهب .. رفض الشعب المصري مذهب الشيعة الرافضة بل وأصبح الانتساب إلى هذا المذهب في عرف الشعب المصري سبة يسب بها المصري من يكره فيقول له :"يا ابن الرفضي" يقصد الرافضي... ولذلك قامت الفجوة الواسعة بين السلطة الفاطمية الحاكمة وبين القاعدة الشعبية المصرية وبقي الأزهر – الجامعة الشيعية – مرفوضا من عقول المصريين ووجداناتهم طوال حكم الدولة الفاطمية الذي امتد نحوا من ثلاثة قرون".
وأضاف عمارة أن الأزهر ظل - كجامعة – مركزا للفكر الشيعي الباطني المغالي .. وظلت الخلافة الفاطمية على دعواها عصمة الأئمة الفاطميين ومعرفتهم للغيب وامتلاكهم الإتيان بالمعجزات – كما هو عموم الفكر الشيعي الإمامي – وظل الشعب سنيا يرفض الغلو بل ويقاومه حتى بالشعارات التي يرفعها في المظاهرات.
ثم تطرق د.عمارة لسرد مجموعة من المواقف الخاصة بالشعب المصري للرد على ما كان الفاطميون يروجونه بينهم ومن ذلك:
أن الشيعة يكرهون معاوية بن أبي سفيان في حين أن رملة بنت أبي سفيان كانت إحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين لهذا فإن المصريين أثناء تظاهراتهم ضد المظالم الفاطمية والغلو المذهبي الشيعي كانوا يهتفون لمعاوية ويقولون (معاوية خال المؤمنين).
ولأن الفاطميين كانوا يتمذهبون بنظرية الإمامة الشيعية التي ذهبت في الغلو إلى  حد تأليه الأئمة وادعاء علمهم للغيب فقد ظل المصريون يسخرون من هذا الاعتقاد الشيعي حتى كتبوا منشورا نظموه شعرا ووضعوه على منبر الأزهر حتى إذا صعد عليه الخليفة العزيز بالله ليخطب وجد المنشور الذي يسخر فيه الشاعر المصري من الخليفة ومذهبه وفيه يقول:
بالظلم والجور قد رضينا ** وليس بالكفر والحماقة
إن كنت أعطيت علم غيب ** فقل لنا كاتب البطاقة
وبسبب هذا الضعف الفاطمي والفجوة العقدية والفكرية والنفسية بين السلطة الشيعية الباطنية وبين الشعب السني كادت مصر أن تسقط تحت سنابك خيول الصليبيين وحرابهم وأن تصبح إقطاعا لأمراء الحرب الصليبيين .. فإبان الصراعات على السلطة بين الوزراء الفاطميين شاور 564هـ وضرغام 556هـ ويحيي بن خياط وابن قرجلة – دنست أقدام الصليبيين أرض مصر أكثر من مرة – في 558هـ وأصبحت للصليبيين حامية عسكرية تعسكر على أبواب القاهرة وبيدها مفاتيح المدينة، وأطلق الوزير الفاطمي شاور لقب (الفرج) على الفرنج لمساعدتهم له ضد خصومه.
لكن الفرج الحقيقي جاء لمصر من دولة الفروسية الإسلامية السنية التي تكونت بالمشرق – الدولة الزنكية 521هـ - 648هـ التي أرسل سلطانها العادل نور الدين الشهيد 511هـ – 569هـ الجيوش السنية التي قادها أسد الدين شيركوه 564 هـ وصلاح الدين الأيوبي 532هـ لإزاحة الصليبيين عن أرض مصر ولإزالة الدولة الفاطمية ولإعادة العقيدة السنية لتحكم الشعب السني في مصر من جديد.
ولقد أنجز صلاح الدين الأيوبي هذا القول التاريخي – الفكري والسياسي .. والعسكري – في مواجهة مقاومة شرسة من أركان الدولة الفاطمية وصلت حد التآمر والتحالف مع الصليبيين .. والقيام بتمردات عسكرية في 564هـ - 1168م وفي 569هـ - 1173م تم قمعها وإفشال مخططاتها بقيادة صلاح الدين الأيوبي.
ويستطرد عمارة بقوله :"إبان هذه الملحمة التي أعادت مصر إلى دولة الخلافة السنية كان صلاح الدين الأيوبي يقيم المدارس السنية الجامعة لمذاهب أهل السنة والجماعة ويدعم الفكر السني الذي فجر في الأمة طاقات المقاومة عندما عاد الانسجام بينها وبين السلطة والدولة. ثم استدار صلاح الدين إلى الأزهر الذي كان جامعا للفكر الشيعي فأغلقه كجامعة حتى تحولت مناهجه إلى المذهب السني فأخذ مكانته منذ ذلك التاريح قبلة لعلوم الشريعة والعربية وآدابها ومنبرا للفكر الوسطي ولا يزال كذلك وسيظل إلى ما شاء الله. وبذلك الإنجاز تحالفت الجبهة الفكرية مع القوى العسكرية فبدأ العد التنازلي لمشروع الاستعمار الاستيطاني الصليبي الذي مثل أطول الحروب العالمية الأوروبية ضد ديار الإسلام.
واختتم عمارة مقدمته بقوله :"لقد أصبح الأزهر الجامع والجامعة حارسا لفكر أهل السنة والجماعة وسدا منيعا ضد الغلو الشيعي الذي ظل أهله يحلمون بالعودة إلى مصر وإلى إعادته منبرا للفكر الشيعي من جديد لكن هيهات هيهات .. لقد قاومت مصر التشيع وهي في قبضة الحكم الفاطمي الشيعي وستظل مركز الإشعاع للفكر السني فكر جمهور الأمة الإسلامية كما ستظل الرائدة والقائدة لمذاهب أهل السنة والجماعة وسيظل الأزهر إن شاء الله الجامع والجامعة والعلماء والدعاة الحاملين لرسالة الوسطية الإسلامية ضد الغلو الشيعي وضد كل ألوان الغلو المذهبي والفكري الذي ترفضه وتلفظه الطبيعة السمحة المصرية".
بيان للناس : تحت هذا العنوان جاء المبحث الأول في الكتاب والذي تضمن نص البيان الذي كان قد أصدره فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق والذي جاء تحت عنوان "بيان للناس من الأزهر الشريف حول الشيعة" وجاء فيه :" الشيعة هم أتباع سيدنا علي رضي الله عنه والموالون لآل البيت والمسلمون جميعا مأمورن بحب آل البيت وتكريمهم وقد وردت في ذلك عدة نصوص منها قول الله تعالى " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى". 
ثم يقول البيان: "غير أن بعضا من المسملين اشتد حبهم لسيدنا علي وذريته وتغالوا في تكريمهم لدرجة أن بعضهم اعتقد ألوهية سيدنا علي وبعضهم اعتقد أنه النبي المرسل وغلط جبريل فنزل بالوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال أنهما شريكان في النبوة وقالوا إنه الإمام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بالنص الجلي أو الخفي دون أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وأن الإمامة لا تخرج عنه ولا عن أولاده وإن خرجت فبظلم أو بتقية.
ثم استعرض بيان فضيلة الشيخ جاد الحق بعض مبادئ عقائد فرق الشيعة وأورد منهم الزيدية والإمامية والإسماعيلية والنصيرية والدروز.
فرق الشيعة : وقد جاء تحت هذا العنوان نص إجابة فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق عن طائفة تدعى البكتاشية التي وجدت في مصر في أربعينيات القرن الميلادي الماضي، وفيها قال فضيلته :"وضعنا البحث الآتي الذي يشمل نبذة عن تاريخ الشيعة عامة والإمامية خاصة وعن البكتاشية وأنهم شيعة إمامية ولهم نِحل وعقائد وبدع لا يقرها الدين الحنيف فنقول: الشيعة من أكبر الفرق الإسلامية وهم الذين انتحلوا التشيع لعلي كرم الله وجهه وقالوا إنه الإمام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بالنص الجلي والخفي وأنه الوصي بعده بالاسم أو الوصف دون الصديق أو عمر وعثمان رضي الله عنهم وأن الإمامة لا تخرج عنه ولا عن أولاده وإن خرجت فبظلم من غيرهم أو بتقية منه أو من أولاده.
ثم وفي إطار بحثه رحمه الله يورد بالتفصيل أسس المذهب عند بعض فرق الشيعة فيسرد بعض أفكار غلاة الشيعة ومنها الزعم بألوهية محمد صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين وأنهم شيء واحد وأن الروح حالّة فيهم بالسوية لا مزية لواحد منهم على الآخر ويسمون هؤلاء الخمسة أهل العباء.
كما يورد أسس مذهب الزيدية ويقول إنهم ينسبون إلى زيد بن علي زين العابدين، ومقرهم اليمن، وأكثرهم يرجع في الأصول إلى عقائد المعتزلة وفي الفروع مذهب أبي حنيفة إلا في مسائل. 
كما يستعرض بعض أفكار الإمامية ويورد منها أنهم يطعنون في الصحابة وخاصة الشيخين بل منهم من يكفرهم وأنهم دأبوا على إقامة العزاء يوم عاشوراء – مقتل الحسين – وعلى ترك الترضي على سائر الصحابة عدا آل البيت بل عدم ذكرهم بإحسان كما تشهد بذلك أدعيتهم وأورادهم التي ليس فيها شيء مما ورد في السنة وأثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وابتدعوا السجود عند ذكر أئمتهم وأشياخهم واقتبسوا من الإسماعيلية السبعيات حيث جعلوا الولاية سبع دوائر وقدسوا أربعة عشر طفلا لا غير من آل البيت وزعموا العصمة لهم وقدسوا أهل العباء الخمسة وعظموا النار فوضعوا للسراج دعاء خاصا مع أن ذلك غير معروف في سائر طرق التصوف الإسلامية. 
ثم يخلص فضيلة الشيخ مخلوف إلى القول :"أن البكتاشية إذ كانوا كذلك لا نعدّهم من الصوفية ولا من أهل السنة والجماعة ولا نقرهم على تقاليدهم وفيها ما يأباه الدين كالسجود ونحوه ونعدهم من المبتدعة ولا نرى أن تعترف بهم مصر رسميا وهي القائمة على حماية الدعوة الحقة إلى الله والهدي النبوي الصحيح منذ انقرضت الدولة الفاطمية الشيعية وقامت الدولة الأيوبية السنية إلى الآن.
الشيعة محرّفون : كان ذلك ملخص ما ردّ به فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق على تساؤل حول ما ادعته بعض الشيعة من أن القرآن الموجود الآن في المصاحف ناقص، حذف منه ما يخص عليّا وذريته.
وكان مما قاله فضيلته: "نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وكان يأمر كاتبه بتدوين ما ينزل على مدى ثلاثة وعشرين عاما وحفظ هذا المكتوب، ونسخت منه عدة نسخ في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه.. ثم طبعت المصاحف المنتشرة في العالم كله طبق المصحف الإمام الذي كان عند عثمان والنسخ التي أخذت منه.
ويضيف أن الشيعة يزعمون أنا أبا بكر وعمر – بالذات – حذفا من المصحف آيات كثيرة منها عدد كبير يتصل بخلافة علي – رضي الله عنه – ويزعمون أن المصحف الكامل كتبه علي بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى.
ويستشهد الشيخ صقر لتأكيد كلامه ببعض مما ورد في كتب أئمة المذهب الشيعي فيورد ما جاء في كتاب الأنوار النعمانية لمحدثهم وفقيههم الكبير نعمة الله الموسوي الجزائري والذي قال "إنه قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمين عليه السلام بوصية من النبي صلى الله عليه وسلم، فبقي بعد موته ستة أشهر منشغلا بجمعه، فلما جمعه كما أنزل أتى به إلى المتخلفين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا كتاب الله كما أنزل، فقال له عمر بن الخطاب: لا حاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك. فقال لهم عليه السلام: لن تروه بعد هذا اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي عليه السلام، وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة وهو خال من التحريف.
باطل شرعا : كان ذلك هو ما رد به الشيخ عبد المجيد سليم إمام وشيخ الأزهر الأسبق على سؤال حول حكم زواج رجل درزي بامرأة سنية وهل يجوز الدخول بها أم لا؟
وكان مما جاء في فتوى فضيلة الشيخ سليم :"نفيد بأنه قد قال ابن عابدين في باب المرتد من الجزء الثالث من (رد المحتار) بعد كلام ما نصه: " تنبيه يعلم مما هنا حكم الدروز والنيامنة فإنهم في البلاد الشامية يظهرون الإسلام والصوم والصلاة مع أنهم يعتقدون تناسخ الأرواح وحل الخمر والزنا وأن الألوهية تظهر في شخص بعد شخص ويجحدون الحشر والصوم والصلاة والحج ويقولون المسمى بها غير المعنى المراد ويتكلمون في جناب نبينا صلى الله عليه وسلم كلمات فظيعة".
وينقل أيضا عن ابن عابدين قوله في (رد المحتار) في فصل المحرمات عند قول المصنف "وحرم نكاح الوثنية بالإجماع ما نصه قلت وشمل الدروز والنصيرية والنيامنة فلا تحل مناكحتهم ولا تؤكل ذبيحتهم لأنهم ليس لهم كتاب سماوي".
ويخلص الشيخ سليم في فتواه بقوله: "ومن هذا يعلم أنه إذا كان الرجل المذكور من طائفة الدروز وكانت هذه الطائفة حالها كما ذكرناه عن ابن عابدين كان كافرا فلا يجوز له نكاح المسلمة وإذا تزوجها كان الزواج باطلا لا يترتب عليه ولا على الدخول فيه أثر من آثار النكاح الصحيح فالوطء فيه زنا لا يثبت به النسب ولا تجب العدة كما يعلم هذا في الدر المختار ورد المحتار عليه في آخر فصل في ثبوت النسب من الجزء الثاني.
الموقف من التقريب : أما هذا المبحث فاشتمل على التصدير الذي كتبه فضيلة الشخ محمد أحمد عرفه من علماء الأزهر لكتاب (الوشيعة في نقض عقائد الشيعة) والذي قال فيه: "لقد صدرت آراء من دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية يثنون فيها على مذهب الجعفرية المعروفين بمذهب الشيعة الإمامية الإثنا عشرية على أن لهذه الطائفة أصولها المستمدة من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولعله لا يكون من السهو أن يفوت هؤلاء الدعاة أن هذا المذهب يقول بردة الصحابة جميعا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا أبا بكر وعمر كافرين ملعونين، فهل يجوز للمسلمين تقليدهم في ذلك وأن يكون من المسلمين من يلعن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة ويقول بكفر الصحابة. وأن المذهب يقول بكفر المسلمين من غير الشيعة الحاضرين والماضين، فالمسلمون في رأيهم كفار حكامهم ومحكوموهم في نظرهم. والذي دعاهم إلى ذلك أنهم يجعلون الإيمان بإمامة علي ومن بعده من أبنائه جزءا من الإيمان كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر".
ويستمر الشيخ عرفة في سرد الكثير من مبادئ الشيعة ليتساءل: فهل يجوز تقليد هذا المذهب في ذلك؟ وهل نقول للمسلمين لكم أن تقلدوا هذا المذهب فيما ذكرنا فيكفّر بعضهم بعضا وتكون عداوات بين الحاكمين والمحكومين وبين المحكومين بعضهم وبعض؟
ويضيف أن هذا المذهب يقول إن القرآن الذي بأيدي الناس ليس هو القرآن كله وإن عليا هو الذي جمعه كله فهل يجوز للمسلمين تقليده في ذلك؟
إن ما نسبناه إليه لا ينبغي ألا نتركه حتى نبين نسبته إليهم من كتبهم المعتبرة التي جعلوها أصول هذا المذهب والتي هي عندهم كالبخاري عندنا.
وفي هذا السياق أورد الشيخ عرفة العديد من الأدلة والنماذج من كتب أئمة الشيعة التي تؤكد على تبنيهم لهذه الأسس الشاذة والمتناقضة مع الثابت مما جاء في القرآن الكريم.
وبعد هذا الاستعراض يقول الشيخ عرفة: "إن مذهب الشيعة لا يساير نهضتنا بل هو يناقضها في جميع أهدافها فلا يصح أن ندعو إليه ونجره إلينا لأننا ندعم نهضتنا بأمجادنا التاريخية وآبائنا السابقين أولى الحزم والعزم والقائمين لله القسط. وأي شيء أدعى للاعتزاز به والفخر من أبي بكر وعمر وعدل أبي بكر وعمر؟ قال بعض المؤرخين من الإفرنج: لو كان الحكم الفردي كحكم عمر بن الخطاب لنادينا بتعميه في جميع الأقطار ولكن الدهر ضنين بأمثال عمر.
تاريخ ووثائق : واختص هذا المبحث بنقل بعض مما ورد في كتاب الشيخ الدكتور عبد المنعم النمر وزير الأوقاف المصري الأسبق "الشيعة – المهدي - الدروز .. تاريخ ووثائق" خاصة ذلك الحوار الذي دار بينه وبين الشيخ محمد تسخيري داعية التقريب الإيراني والذي كشف خلاله الكثير من النقاشات التي دارت بينهما على خلفية اتهام تسخيري للشيخ النمر بأنه ظلم الشيعة في كتاباته.
ووفقا للنمر فقد رد على اتهام تسخيري بقوله :"أنا مستعد من الآن والكتاب عندك ليس بعيدا عنك أن أتقبل منك أي تصحيح لخطأ وقع مني وأنشره في الطبعة القادمة ورحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي وأنا لم اكتب شيئا إلا بمراجعه ووثائقه من كتبكم".
ويبين الشيخ النمر من حواره مع تسخيري كيف أن الرجل أصر على أن كل ما اعتمد عليه النمر من كتب ووثائق محتقرة لدى الشيعة مؤكدا أن هذا على غير الحقيقة إذ أن الشيعة يهتمون اهتماما بالغا بهذه الكتب ويعتبرون كتابها هم أئمتهم ومراجعهم.
كشف الأسرار : وفي هذا المبحث نقلا لما تضمنه كتاب (كشف الأسرار) الذي ألفه روح الله الخميني ويجادل خلاله مخالفيه من أهل السنة ويسوق الأدلة على صحة الاعتقاد بالركن السادس (الإمامة) وضرورة الإيمان بها لكل مسلم وينتهي فيه إلى الآتي: 
مخالفة أبي بكر لنصوص القرآن ويبدأ فيتحدث عما جاء في القرآن عن وراثة الملك : "وورث سليمان داود" ليخرج من هذا بصحة نظريتهم في أن عليا رضي الله عنه يرث الملك والحكم عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثم أخذ يسوق أدلته على أن أبا بكر رضي الله عنه خالف نصوص القرآن حسب هواه وخطته لإبعاد آل البيت عن الحكم واضطهادهم في معيشتهم حيث اخترع حديث "نحن معاشر الأنبياء لا نورث. ما تركناه صدقة".
وهكذا يستمر الخميني في سرد أدلته وأباطيله لإثبات صحة ما ذهب إليه مذهبه.
المصدر : الراصد . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق