صعوبة رفس المناخس


إن الكتاب المقدس كما يدعي المسيحيون هو كلام الرب وإذا سألت أحد المسيحيين عن مدي صحة كلام الرب هذا يؤكد لك أن كل كلمة ونقطة فاصلة في الكتاب المقدس هي من عند الله ولا يوجد أي خطأ أو تحريف أو حذف والكتاب وصلنا نقيا كما هو وإليك عزيزي القارئ المفاجآت التالية :


أولاً: من بين أربعة آلاف نسخة من نسخ الكتاب المقدس لا توجد نسختان متطابقتان.
ثانياً: توجد أسفار كاملة محذوفة من الكتاب المقدس ولا يعترف بها البروتستانت ويقولون عنها أنها أسفار غير مقدسة ويطلقون عليها اسم أسفار "الأبوكريفا" وترجمتها باللاتينية أنها أسفار مشكوك في صحتها في حين أن الأرثوذكس والكاثوليك يعترفون بها وهذه الأسفار هي: "طوبيا – يهوديت – إستير – الحكمة – يشوع بن سيراخ – باروك – رسالة أرميا – دانيال – المكابيين الأول – المكابيين الثاني " .
ثالثاً: توجد نصوص كاملة تم حذفها عمداً من الكتاب المقدس ومن هذه النصوص النص الذي يتحدث عن شاؤل أو بولس الرسول كما أطلق علي نفسه بعد ذلك فمن هو شاؤل هذا وما هي قصة ذلك النص وما سبب حذفه والأهم ما هو الدليل علي أن النص قد حُذف فعلا؟

بداية أحب أن أوضح أن الكتاب المقدس تم ترجمته لأكثر من ألفي لغة ولهجة مختلفة حول العالم وأن اللغة الإنجليزية هي اللغة الوحيدة التي تم تصحيح الأخطاء البشعة فيها أما باقي الـ 1999 لغة فهي لا تزال ملوثة بتلك الأخطاء ومنها النص الذي يتحدث عن شاؤل أو بولس الرسول ومن غير المعقول أن نتصور أن أكثر من 1999 مترجماً وقعوا في الخطأ نفسه في نفس المكان ونفس السطر ونفس الكلمة، ومن غير الوارد أيضا أن نتصور أن الخطأ وقع فيه من كتبوا الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية عن طريق السهو وإنما هو حذف متعمد بدليل أن كل الطبعات الإنجليزية المختلفة سواء تلك الخاصة بالكنيسة الكاثوليكية أو تلك الخاصة بالكنيسة البروتستانتية لا تحوي نفس المقطع.
فضلاً عن أن المسئولين عن تنقيح وتصحيح الكتاب المقدس هم اثنان وثلاثون عالماً لاهوتياً على أعلى مستوى

فما سبب حذفهم لذلك المقطع المريب والمثير للتساؤلات؟

وقبل أن تسترسل في القراءة اذهب واحضر نسخة من الكتاب المقدس أيها المسيحي وإن لم تكن تمتلك نسخة فلا تقلق لأننا سنعرض عليك صورتين ضوئيتين لنسختين من الكتاب المقدس إحداهما هي "النسخة القياسية المنقحة" نسخة الملك جيمس وهي مطبوعة في بريطانيا عام 1611 والثانية وهي النسخة الدولية المطبوعة في الولايات المتحدة عام 2004.

أما النص فهو في الإصحاح التاسع من أعمال الرسل أحد كتب العهد الجديد والنص المحذوف هو العدد الخامس أي الفقرة الخامسة من الإصحاح التاسع بكتاب أعمال الرسل فلماذا حُذفت هذه الفقرة وما الشيء الخطير الموجود فيها كي يتم التخلص منها.

إن الطبعة الإنجليزية لعام 1611 مكتوب فيها نص يخاطب الله فيه شاؤل في أعمال الرسل الإصحاح التاسع العدد 5 فيقول له:

"it's hard for thee to kick Against the pricks " (Acts 9: 5)

والآن اعرض هذه الجملة على أي صديق يجيد اللغة الإنجليزية ويا حبذا لو كان أقام لبعض الوقت في كندا أو الولايات المتحدة أو أية دولة ناطقة بالإنجليزية سيحمر وجهه خجلاً عندما تطالبه بترجمة هذه الجملة والتي من المفترض أن الرب كان يقولها لشاؤل الذي يضطهده.
سيقول لك صديقك أن معناها بذئ لأنها تعني أن من يقول ذلك الكلام (والمفترض أنه الله) يسأل الواقف أمامه (وهو شاؤل) أن يتوقف عن اضطهاده وعن إدخال شيء ما في مؤخرته وكأنهما من الشواذ جنسياً.

ولن يستطيع صديقك مهما كان محترماً أن يفسر لك تفسيراً أرق ولا ألطف من ذلك.

وعندما تُرجمت إلى العربية تم ترجمتها بشكل مُبهم فأصبحت (صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ) (أعمال الرسل 9: 5)

وبالطبع فإن كلمة ترفس مناخس غير مفهومة لمعظم الناس والرفس كلمة معروفة كأن تقول رفسني الحمار مثلا أما كلمة مناخس فهي جمع لكلمة مِنْخَس وهي الأداة أو العصا التي يُضرَب بها الحمار أو الحصان علي مؤخرته كي نستحثه علي السير وبذلك يكون ترجمة معني الجملة من الإنجليزية هي "صعب عليك أن تضربني بالعصا على مؤخرتي" (وبالطبع لم يستطيعوا أن يوضحوا المعنى أكثر من ذلك) وقبل تلك الجملة مباشرة يقول الرب (حسب زعمهم) «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ».

فهل يعقل أن يُضْرَب الرب بالمِنخس الذي يضرب به الحمار أو هل من المعقول أن يتكلم الرب مع بشر بهذه الإستكانه وهذا الذل فيقول الرب له "لماذا تضطهدني وصعب عليك أن تضربني بالمنخس" صعب …

صعب أم مستحيل؟

إن كان الأمر صعباً معني ذلك أنني لو اجتهدت قليلا فيه لاستطعت تحقيقه.

ولما انتبه المسيحيون إلى ذلك الخطأ الشنيع قاموا فورا بحذف الجملة، ومهما بحثت في أي نسخة للكتاب المقدس عن تلك الكلمة بعد طبعة العام 1971 فلن تجدها لماذا؟

لأنها أزيلت

ولماذا أزيلت ..؟

لأنه لم يكن من المفروض أن تكون موجودة في النص أبداً.

لماذا …؟

لأن الله لن يقول علي نفسه هذا الكلام الفارغ لن يقول الله لبشر صعب عليك أن تضرب مؤخرتي بالمنخس كما تضرب الحمار.(ولا أريد أن أعود إلى النص الإنجليزي وما فيه من الإساءة الجنسية للذات الإلهية)

كل ذلك برغم أن تلك النسخة يسمونها النسخة القياسية المنقحة …

منقحة من أي شيء..؟

يقولون: من الأخطاء!!!

وهل يخطئ الرب ؟

وبرغم أن الخطأ قد تم تداركه بعد أكثر من 1971 عاما من ميلاد المسيح إلا أن الـ 1999 لغة ولهجة من الكتاب المقدس عدا الإنجليزية لا تزال تقرأ ذلك الكلام الفارغ ولم يتم تصحيح هذا السب العلني فيها ثم بعد ذلك يأتي إليك أحد المسيحيين المتبجحين ويطالبك بأن تؤمن بالكتاب المقدس لأنه كلام الرب.

أي رب ..؟

الرب الذي يخاف من شاؤل أن يضربه بالعصا أم الرب الذي وصفه القران الكريم بأنه ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ

نحن المسلمون نؤمن بالرب حقا ونؤمن بأن المسيح واحداً من أعظم الرسل ونؤمن كذلك بأن الله منزه عن مثل هذه الأوصاف التي يصفه بها اليهود والمسيحيون في كتبهم كأن يصفونه بالعجز عن الرؤية وبالندم وبالأسف وبأنه يرجع في آرائه وبأنه يمتطي ظهور الفتيات العاريات حينما يتجول في الجنة وغير ذلك من الافتراءات على الذات الإلهية وستجدها كاملة بالنصوص التي تفضح المسيحيين واليهود في مقال صفات الله المستحيلة والتي جاءت في سفر التكوين،ولكن المسيحيون لا يريدون أن يسمعوا لكلمة الحق فهم وبرغم كل الأدلة والأمثلة التي نقدمها لهم علي أن كتابهم المقدس ليس مقدسا ولا هو من عند الله تجدهم كما لو كانوا لم يسمعوا كلامنا ولم يروا دليلنا ولا كأنهم فهِموا حتى ما نقوله فهم كما وصفهم المسيح "مِنْ أَجْلِ هَذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ".(متى 13: 13)

وكما قال القرآن الكريم فيهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ صدق الله العظيم.

المصدر : رهبان بالليل


نقلا عن شبكة الفاروق